ألوانهم ، مصفرّة وجوههم ، إذا جنّهم الليل اتخذوا الأرض فراشاً ، واستقبلوا الأرض بجباههم ، كثير سجودهم ، كثيرة دموعهم ، كثير دعاؤهم ، كثير بكاؤهم ، يفرح الناس وهم يحزنون (١).
وروي عن أبي عبدالله عليهالسلام انّه قال : انّما شيعة جعفر من عفّ بطنه وفرجه ، واشتدّ جهاده ، وعمل لخالقه ، ورجا ثوابه ، وخاف عقابه ، فاذا رأيت اولئك فاولئك شيعة جعفر (٢).
وروي بسند معتبر عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم انّه قال : يا علي طوبى لمن أحبّك وصدّق بك ، وويل لمن أبغضك وكذّب بك ، محبّوك معروفون في السماء السابعة ، والأرض السابعة السفلى وما بين ذلك ، هم أهل الدين ، والورع ، والسمت الحسن ، والتواضع لله عزّوجلّ.
خاشعة أبصارهم ، وجلة قلوبهم لذكر الله عزّوجلّ ، وقد عرفوا حقّ ولايتك ، ألسنتهم ناطقة بفضلك ، وأعينهم ساكبة تحنّناً عليك وعلى الأئمة من ولدك ، يدينون الله بما أمرهم به في كتابه ، وجاءهم به البرهان من سنّة نبيه.
عاملون بما يأمرهم به اُولوا الأمر منهم ، متواصلون غير متقاطعين ، متحابّون غير متباغضين ، انّ الملائكة لتصلّي عليهم وتؤمّن على دعائهم ، وتستغفر للمذنب منهم ، وتشهد حضرته ، وتستوحش لفقده إلى يوم القيامة (٣).
وجاء في رواية أنّ أمير المؤمنين عليهالسلام خرج ذات ليلة من المسجد وكانت ليلة قمراء ، فأمّ الجبانة ولحقه جماعة يقفون أثره ، فوقف عليهم ثم قال : من
__________________
١ ـ الخصال : ٤٤٤ ح ٤٠ باب ١٠ ـ عنه البحار ٦٨ : ١٤٩ ح ٢ باب ١٩.
٢ ـ الخصال : ٢٩٥ ح ٦٣ باب ٥ ـ صفات الشيعة : ١١ ح ٢١.
٣ ) البحار ٦٨ : ١٥٠ ح ٣ باب ١٩ ـ عن عيون أخبار الرضا عليهالسلام.