بعرش ربّي وقد قرب للحساب ، وكأنّي بأهل الجنّة فيها يتراودون ، وأهل النار فيها يعذّبون.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : أنت مؤمن نوّر الله الايمان في قلبك ، فأثبت ثبتك الله ، فقال له : يا رسول الله ما أنا على نفسي من شيء أخوف منّي عليها من بصري ، فدعا له رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فذهب بصره (١).
وروي عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام انّه قال : بينا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في بعض اسفاره إذ لقيه ركب فقالوا : السلام عليك يا رسول الله ، فقال : ما أنتم؟ فقالوا : نحن مؤمنون يا رسول الله؟ قال : فما حقيقة ايمانكم؟ قالوا : الرضا بقضاء الله ، والتفويض إلى الله ، والتسليم لأمر الله.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : علماء ، حكماء ، كادوا أن يكونوا من الحكمة أنبياء ، فإن كنتم صادقين فلا تبنوا ما لا تسكنون ، ولا تجمعوا ما لا تأكلون ، واتقوا الله الذي إليه ترجعون (٢).
والأخبار في هذا الباب أكثر من أن تحد وتحصى ، وانّ أفضل الأخبار في هذا الباب لهو حديث همام الذي كتب له والدي رحمهالله الملك المنان عليه شرحاً وافياً ، نرجو من الله توفيق جميع المؤمنين باكتساب هذه الكمالات ، والفوز بهذه السعادات.
__________________
١ ـ معاني الأخبار : ١٨٧ ح ٥ ـ عنه البحار ٦٧ : ٢٩٩ ح ٢٥ باب ١٤.
٢ ـ الكافي ٢ : ٥٢ ح ١ ـ عنه البحار ٦٧ : ٢٨٦ ح ٨ باب ١٤.