في أماكن مختلفة ، فانّه كان في علم واجب الوجود ، ثم ظهر في اللوح ، ثم انتقل إلى الروح وجبرئيل عليهماالسلام ، ثم ظهر في نفس النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم المقدسة بواسطة جبرئيل أو بدون واسطة ، ثم سرى إلى قلوب الأوصياء والمؤمنين وظهر على هيئة كتاب.
ولجوهر القرآن احترام وهيبة خاصة فلذا يصبح كلّ مكان ظهر القرآن فيه محترماً ومهيباً ، وكلّما كان ظهوره في مكان أكثر كانت حرمته أكثر. فالنقوش والألفاظ والأوراق والجلد المجاور لها ـ مع كونها أدنى مراتب ظهوره ـ لها درجة من الحرمة بحيث يحكم بكفر من أساء الأدب إليها ، فكيف بقلب المؤمن الحامل للقرآن ، فحرمته أكثر من حرمة تلك النقوش والأوراق.
كما ورد من انّ حرمة المؤمن أعظم من حرمة القرآن ، وكلّما ظهرت المضامين الحسنة والأخلاق القرآنية في المؤمن أكثر كان احترامه أكثر ، وكلّما ظهر خلافها من الأخلاق الذميمة والنقائص والمعاصي سبّبت نقصان ظهورات القرآن ونقصان حرمة المؤمن.
اذاً فإنّ لهذه الأوصاف والظهورات القرآنية ازدياد حتى تصل إلى غايتها في النبي الأكرم وأهل بيته الأطهار صلوات الله عليهم ، كما جاء في وصف النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه كان خلقه القرآن ، بل لو نظرت جيدا لرأيت أنه صلوات الله عليهم حقيقة القرآن ، حيث كانوا لفظ القرآن ومعناه وخلقه.
وكما عرفت من انّ القرآن الحقيقي يطلق على ما يحتوى النقوش والالفاظ إذاً فإنّ نقوش القرآن بحسب المعنى واللفظ انّما هو في قلوبهم المطهرّة ، كما انّ أمير المؤمنين عليهالسلام كان يقول كثيراً : « أنا كلام الله الناطق ».