وروي بسند معتبر عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام انّه قال : انّ موسى بن عمران عليهالسلام قال : يا ربّ رضيت بما قضيت ، تميت الكبير وتبقى الطفل الصغير ، فقال الله جلّ جلاله : يا موسى أما ترضاني لهم رازقاً وكفيلاً؟ قال : بلى يا رب فنعم الوكيل أنت ونعم الكفيل (١).
وروي بسند معتبر عن أمير المؤمنين عليهالسلام انه قال : كان فيما وعظ به لقمان ابنه أن قال له : يا بنيّ ليعتبر من قصر يقينه وضعفت نيته في طلب الرزق انّ الله تبارك وتعالى خلقه في ثلاثة أحوال من أمره ، وآتاه رزقه ولم يكن له في واحدة منها كسب ولا حيلة ، انّ الله تبارك وتعالى سيرزقه في الحال الرابعة.
أمّا أول ذلك فانّه كان في رحم أمّه يرزقه هناك في قرار مكين حيث لا يؤذيه حرّ ولا برد ، ثم أخرجه من ذلك وأجرى له رزقاً من لبن أمّه يكفيه به ويربيه وينعشه من غير حول به ولا قوة.
ثم فطم من ذلك فأجرى له رزقاً من كسب أبويه برأفة ورحمة له من قلوبهما لا يملكان غير ذلك حتى انّهما يؤثرانه على أنفسهما في أحوال كثيرة حتى اذا كبر وعقل واكتسب لنفسه ضاق به أمره ، وظنّ الظنون بربّه ، وجحد الحقوق في ماله ، وقتر على نفسه وعياله مخافة اقتار رزق ، وسوء يقين بالخلف من الله تبارك وتعالى في العاجل والاجل ، فبئس العبد هذا يا بنيّ (٢).
وروي عن أبي عبدالله عليهالسلام انّه قال : قال ابليس : خمسة أشياء لي فيهنّ حيلة وسائر الناس في قبضتي ، من اعتصم بالله عن نيّة صادقة واتكل عليه
____________
١ ـ أمالي الصدوق : ١٦٥ ح ٣ مجلس ٣٦ ـ عنه البحار ٧١ : ١٣٤ ح ١٠ باب ٦٣.
٢ ـ الخصال : ١٢٢ ح ١١٤ باب ٣ ـ عنه البحار ٧١ : ١٣٦ ح ١٧ باب ٦٣.