إلى داود عليهالسلام : يا داود تريد وأُريد ولا يكون الاّ ما أُريد ، فإن أسلمت لما أُريد أعطيتك ما تريد ، وإن لم تسلم لما أُريد أتعبتك فيما تريد ثم لا يكون الاّ ما أريد (١).
وروي بأسانيد معتبرة عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم انّه قال : قال الله جلّ جلاله : من لم يرض بقضائي ، ولم يؤمن بقدري فليلتمس إلهاً غيري (٢).
وروي عن أمير المؤمنين عليهالسلام انّه قال : من رضى من الله بما قسم له استراح بدنه (٣).
وقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : الدنيا دول ، فما كان لك منها أتاك على ضعفك ، وما كان عليك لم تدفعه قوّتك ، ومن انقطع رجاؤه ممّا فات استراح بدنه ، ومن رضى بما رزقه الله قرّت عينه (٤).
وروي عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام انّه قال : العبد بين ثلاثة ، بلاء وقضاء ونعمة ، فعليه في البلاء من الله الصبر فريضة ، وعليه في القضاء من الله التسليم فريضة ، وعليه في النعمة من الله عزّوجلّ الشكر فريضة (٥).
واعلم انّ الأحاديث في فضل هذه الخصال الحميدة والتحريض والترغيب نحوها كثيرة ، ولابد من تبيين مجمل من معانيها.
فاعلم انّ التوكل هو أن يفوّض الانسان أموره إلى الله تعالى ويرجو منه الخيرات ودفع الشرور ، وليعلم انّ كل ما يكون فانما هو بتقدير الله تعالى ، ولو شاء
__________________
١ ـ التوحيد للصدوق : ٣٣٧ ح ٤ باب ٥٥ ـ عنه البحار ٧١ : ١٣٨ ح ٢٤ باب ٦٣.
٢ ـ البحار ٧١ : ١٣٨ ح ٢٥ باب ٦٣ ـ عن عيون أخبار الرضا عليهالسلام.
٣ ـ البحار ٧١ : ١٣٩ ح ٢٧ باب ٦٣ ـ عن الخصال ، حديث الأربعمائة.
٤ ـ أمالي الطوسي : ٢٢٥ ح ٤٣ مجلس ٨ ـ عنه البحار ٧١ : ١٣٩ ح ٢٩ باب ٦٣.
٥ ـ الخصال : ٨٦ ح ١٧ باب ٣ ـ عنه البحار ٧١ : ١٤١ ح ٣٥ باب ٦٣.