[ قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لأبي ذر رحمهالله ] :
يا أباذر لو انّ ابن آدم فرّ من رزقه كما يفرّ من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت.
يا أباذر الا أعلّمك كلمات ينفعك الله عزّوجلّ بهنّ؟ قلت : بلى يا رسول الله قال : احفظ الله تجده أمامك ، تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة ، واذا سألت فاسأل الله عزّوجلّ ، واذا استعنت فاستعن بالله ، فقد جرى القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة.
فلو انّ الخلق كلّهم جهدوا أن ينفعوك بشيء لم يكتب لك ما قدروا عليه ، ولو جهدوا أن يضرّوك بشيء لم يكتبه الله عليك ما قدروا عليه ، فإن استطعت أن تعمل لله عزّوجلّ بالرضا واليقين فافعل ، وان لم تستطع فإنّ في الصبر على ما يكره خيراً كثيراً ، وانّ النصر مع الصبر ، والفرج مع الكرب ، وانّ مع العسر يسراً.
انّ الله تعالى أنزل هذه الفقرة الأخيرة في سورة ( ألم نشرح ) لتسلّي نبيه ، وعلّمها النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لأبي ذر ، لأنّه كان يعلم بعلمه الرباني ما يلاقي أبو ذر من المشاق والشدائد بسبب جور المنافقين من أمته ، فعلّمه ذلك كي يقدر على اظهار الحق والصبر لو عجز ، فعمل أبو ذر بذلك كما ذكر في أوّل الكتاب.
واعلم انّ الصبر من فروع الرضا بالقضاء ، ويوجب الفرج والراحة في الدنيا والعقبى وله أجر جزيل ، وانّ أفضل الصبر الصبر على ترك الذنوب فانّه ثقيل على النفس ، ثم الصبر على الطاعة ، ثم الصبر على البلاء والمصائب.
روي بسند معتبر عن أبي عبدالله عليهالسلام انّه قال : الصبر من الايمان بمنزلة