فقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : حرس امرأً أجله ، فلما قام سقط الحائط ، قال [ الصادق ] (١) : وكان أمير المؤمنين ممّا يفعل هذا وأشباهه وهذا اليقين (٢).
وروي عن سعيد بن قيس [ الهمداني ] انّه قال : نظرت يوماً في الحرب إلى رجل عليه ثوبان ، فحرّكت فرسي فاذا هو أمير المؤمنين عليهالسلام ، فقلت : يا أمير المؤمنين في مثل هذا الموضع؟ فقال : نعم يا سعيد بن قيس انّه ليس من عبد الاّ وله من الله حافظ وواقية ، معه ملكان يحفظانه من أن يسقط من رأس جبل ، أو يقع في بئر ، فاذا نزل القضاء خليّا بينه وبين كلّ شيء (٣).
وروي عن أبي عبدالله عليهالسلام انّه قال : كان قنبر غلام عليّ يحبّ علياً حباً شديداً ، فاذا خرج عليّ صلوات الله عليه خرج على أثره بالسيف ، فرآه ذات ليلة فقال : يا قنبر ما لك؟ فقال : جئت لأمشي خلفك يا أمير المؤمنين.
قال : ويحك أمن أهل السماء تحرسني أو من أهل الأرض؟ فقال : لا بل من أهل الأرض ، فقال : انّ أهل الأرض لا يستطيعون لي شيئاً الاّ باذن الله من السماء فارجع ، فرجع (٤).
الثاني : اليقين بثواب وعقاب الآخرة بحيث يظهر أثره كاملاً على الأعضاء والجوارح ، كما يظهر ذلك من بعض روايات حارثة حيث قال في وصف يقينه : ... كأني أنظر إلى عرش ربّي وقد وضع للحساب ... وكأنّي أسمع عواء أهل النار في النار ... (٥). ( ولقد مرّ سابقاً )
__________________
١ ـ لم يكن ما بين المعقوفتين من أصل الرواية.
٢ ـ الكافي ٢ : ٥٨ ح ٥ باب فضل اليقين ـ عنه البحار ٧٠ : ١٤٩ ح ١٠ باب ٥٢.
٣ ـ الكافي ٢ : ٥٨ ح ٨ باب فضل اليقين ـ عنه البحار ٧٠ : ١٥٤ ح ١٣ باب ٥٢.
٤ ـ الكافي ٢ : ٥٩ ح ١٠ باب فضل اليقين ـ عنه البحار ٧٠ : ١٥٨ ح ١٥ باب ٥٢.
٥ ـ الكافي ٢ : ٥٤ ح ٣ باب حقيقة الايمان واليقين.