أين علمت انّه يحبك؟ قال : لو لم يحبّني لم يستزرني ، فلمّا استزارني علمت انّه يحبّني ، فسألته بحبّه لي فأجابني ثم ولّى عنّا ... فقلت : يا أهل مكة من هذا الفتى؟ قالوا : علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين (١).
واعلم انّ هؤلاء القوم عند الصوفية من أكابر أولياء الله وهم لا يعرفون امام زمانهم ، ومناظرات ومنازعات طاووس اليماني مع الامام محمد الباقر عليهالسلام كثيرة في كتب الحديث.
وروى ابن شهرآشوب انّه [ قدم إبراهيم بن أدهم الكوفة ... وذلك على عهد المنصور ، وقدمها جعفر بن محمد العلوي ] فخرج جعفر يريد الرجوع إلى المدينة ، فشيعّه العلماء وأهل الفضل من أهل الكوفة ، وكان فيمن شيّعه سفيان الثوري وإبراهيم بن أدهم ، فتقدّم المشيّعون له ، فاذا هم بأسد على الطريق.
فقال لهم إبراهيم بن أدهم : قفوا حتى يأتي جعفر فننظر ما يصنع ، فجاء جعفر عليهالسلام فذكروا له الأسد ، فأقبل حتى دنا من الأسد فأخذ بأُذنه فنحاه عن الطريق ، ثم أقبل عليهم فقال : أما انّ الناس لو أطاعوا الله حقّ طاعته لحملوا عليه أثقالهم (٢).
وروى ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة انّ قوماً من المتصوّفة دخلوا خراسان على عليّ بن موسى الرضا عليهالسلام فقالوا له : انّ أمير المؤمنين [ أي المأمون الملعون ] فكر فيما ولاّه الله من الأمور فرآكم أهل البيت أولى الناس أن تؤمّوا الناس.
__________________
١ ـ الاحتجاج ٢ : ١٤٩ ح ١٨٦ ـ عنه البحار ٤٦ : ٥٠ ح ١ باب ٤.
٢ ـ مناقب ابن شهرآشوب ٤ : ٢٤١ في خرق العادات له ـ عنه البحار ٤٧ : ١٣٩ ضمن حديث ١٨٨ باب ٢٧.