[ قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لأبي ذر رحمهالله ] :
يا أباذر انّ لله ملائكة قياماً من خيفته ما رفعوا رؤوسهم حتى ينفخ في الصور النفخة الآخرة ، فيقولون جميعاً : سبحانك وبحمدك ما عبدناك كما ينبغي لك أن تعبد ، ولو كان لرجل عمل سبعين نبياً لاستقلّ علمه من شدّة ما يرى يؤمئذٍ.
ولو انّ دلواً صب من غسلين في مطلع الشمس لغلت منه جماجم من في مغربها ، ولو زفرت جهنم زفرة لم يبق ملك مقرّب ، ولا نبيّ مرسل الاّ خر جاثياً لركبتيه ، يقول : ربّ نفسي نفسي حتى ينسى إبراهيم إسحاق ، يقول : يا ربّ خليلك إبراهيم فلا تنسي.
اعلم انّ الاقرار بالجنة والنار من العقائد التي تدل على كفر منكرها ، وانّ الاقرار بهما من ضروريات المذهب وواجب الدين ، ولابدّ من الاذعان بوجودهما الآن.
روي بسند معتبر عن أبي الصلت الهروي انّه قال : قلت للرضا عليهالسلام : يا ابن رسول الله أخبرني عن الجنة والنار أهما اليوم مخلوقتان؟ فقال : نعم ، انّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قد دخل الجنة ، ورأى النار لما عرج به إلى السماء.
قال : فقلت له : فإنّ قوماً يقولون : انهما اليوم مقدّرتان غير مخلوقتين ، فقال عليهالسلام : ما اولئك منّا ولا نحن منهم ، من أنكر خلق الجنة والنار فقد كذّب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وكذبنا ، وليس من ولايتنا على شيء ، وخلّد في نار جهنّم ....