حسبك؟ قلت : حسبي حسبي (١).
روي بسند معتبر عن عمرو بن ثابت ، عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام قال : انّ أهل النار يتعاوون فيها كما يتعاوى الكلاب والذئاب مما يلقون من أليم العذاب ، فما ظنّك يا عمرو بقوم لا يقضى عليهم فيموتوا ، ولا يخفف عنهم من عذابها؟
عطاش فيها ، جياع ، كليلة أبصارهم ، صمّ بكم عمي مسودة وجوههم ، خاسئين فيها نادمين ، مغضوب عليهم ، فلا يرحمون من العذاب ، ولا يخفف عنهم وفي النار يسجرون ، ومن الحميم يشربون ، ومن الزقوم يأكلون ، وبكلاليب (٢) النار يحطمون ، وبالمقامع يضربون ، والملائكة الغلاظ الشداد لا يرحمون.
فهم في النار يسحبون على وجوههم ، مع الشياطين يقرنون ، وفي الأنكال والأغلال يصفّدون ، إن دعوا لم يستجب لهم ، وان سألوا حاجة لم تقض لهم ، هذه حال من دخل النار (٣).
وروي في تفسير قوله تعالى : ( من وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسقَى مِن مَاءٍ صَدِيدٍ ) قال : ما يخرج من فروج الزواني ، قوله : ( يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغه وَيَأتِيهِ المَوتُ مَن كُلٍّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ ) (٤) قال : يقرّب إليه فيكرهه ، وإذا اُدني منه شوى وجهه ، ووقعت فروة رأسه ، فاذا شرب قطعت أمعاؤه ، ومزّقت تحت قدميه ، وانّه ليخرج من أحدهم مثل الوادي صديداً وقيحاً.
ثم قال : وانّهم ليبكون حتى تسيل دموعهم على وجوههم جداول ، ثم
__________________
١ ـ البحار ٨ : ٢٨٠ ح ١ باب ٢٤ ـ عن تفسير القمي.
٢ ـ الكلاليب جمع الكلاب والكلوب : حديدة معطوفة الرأس يجرّ بها الجمر.
٣ ـ البحار ٨ : ٢٨١ ح ٣ باب ٢٤ ـ عن أمالي الصدوق.
٤ ـ إبراهيم ١٦ ـ ١٧.