ماذا؟ فتقول الملائكة : يا ربنا لا علم لنا ، فيقول الله تعالى لأشكرنّه كما شكرني ، وأقبل إليه بفضلي ، وأُريه رحمتي [ وجهي ] (١).
وروي بأسانيد معتبرة عن أبي جعفر الباقر وأبي عبدالله عليهماالسلام انّه : أوحى الله إلى موسى بن عمران عليهالسلام : أتدري يا موسى لم انتجبتك من خلقي ، واصطفيتك لكلامي؟ فقال : لا يا رب ، فأوحى الله إليه ، انّي اطلعت إلى الأرض فلم أجد عليها أشدّ تواضعاً لي منك.
فخرّ موسى ساجداً وعفّر خدّيه في التراب تذلّلاً منه لربه عزّوجلّ ، فأوحى الله إليه : ارفع رأسك يا موسى وامرّ يدك موضع سجودك ، وامسح بها وجهك وما نالته من بدنك ، فانّه أمان من كلّ سقم دواء وآفة وعاهة (٢).
واعلم انّ أقلّ سجدة الشكر أن تقول ثلاثاً : « شكراً لله » كما ورد عن الرضا عليهالسلام ، وعنه عليهالسلام أيضاً أن تقول مائة مرّة ( عفواً ) ومائة مرّة ( شكراً ) ، ولا بأس لو قال في السجدة الأولى مائة مرّة ( عفواً ) أو ( العفو العفو ).
ثم يضع خدّه الأيمن على الأرض ويقرأ أيّ دعاء أو ذكر شاء ك ـ ( يا الله يا رباه يا سيداه ) ، وكذلك يضع خدّه الأيسر على الأرض ويقول مثلما قال أو أيّ دعاء آخر ، ثم يضع جبهته مرّة أخرى على الأرض ويقول مائة مرّة ( شكراً شكراً ).
ويستحب في هذه السجدة بخلاف سجدة الصلاة افتراش الذراعين وإلصاق الصدر والبطن بالأرض ، ويستحب أيضاً طلب حاجاته وحوائج اخوانه المؤمنين ، وأن يبالغ في التضرّع والمناجات ، وأن يطيلها كثيراً ، كما جاء في
__________________
١ ـ التهذيب ٢ : ١١٠ ح ٤١٥ ـ من لا يحضره الفقيه ١ : ٣٣٣ ح ٩٧٩.
٢ ـ أمالي الطوسي : ١٦٥ ح ٢٧ مجلس ٦ ـ عنه البحار ٨٦ : ١٩٩ ح ٧ باب ٦٦.