الأحاديث المعتبرة انّ أقرب ما يكون العبد من الرب وهو ساجد باك (١).
وكان الأئمة عليهمالسلام يسجدون سجدات طويلة سيّما الامام موسى الكاظم عليهالسلام حيث كان يسجد بعد صلاة الصبح ويرفع رأسه عند الزوال ، ولو كان عليهالسلام في حالة لم يقدر فيها على هداية الناس وارشادهم [ لسجن أو أمور أخر ] لم يزل ساجداً مناجياً لله تعالى (٢).
وكذلك كانت أحوال كبار أصحابه حتى نقل انّ بعضهم كان يطيل السجود بحيث تأتي الطيور وتصنع عشّاً على ظهره ، والأدعية المنقولة عن أهل البيت عليهمالسلام في السجود كثيرة ، ولا يسع الكتاب ذكرها ، وأحسنها وأجودها ما رواه الكليني بسند حسنٍ عن عبدالله بن جندب قال : سألت أبا الحسن الماضي عليهالسلام عمّا أقول في سجدة الشكر فقد اختلف أصحابنا فيه؟ فقال : قل وأنت ساجد :
« اللهم انّي أُشهدك وأُشهد ملائكتك وأنبياءك وجميع خلقك انّك الله ربّي ، والإسلام ديني ، ومحمد نبيي ، وعلياً ، والحسن ، والحسين ، وعليّ بن الحسين ،
____________
١ ـ الكافي ٢ : ٤٨٣ ح ١٠.
٢ ـ روي الكليني رحمهالله في الكافي ٣ : ٣٢٦ ح ١٩ عن محمد بن سليمان ، عن أبيه قال : خرجت مع أبي الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام إلى بعض أمواله ، فقال إلى صلاة الظهر ، فلمّا فرغ خرّ لله ساجداً ، فسمعته يقول بصوت حزين وتغرغر دموعه : « ربّ عصيتك بلساني ولو شئت وعزّتك لأخرستني ، وعصيتك ببصري ولو شئت وعزّتك لأكمهتني ، وعصيتك بسمعي ولو شئت وعزّتك لأصمتني ، وعصيتك بيدي ولو شئت وعزّتك لكنعتني ، وعصيتك برجلي ولو شئت وعزّتك لجذمتني ، وعصيتك بفرجي ولو شئت وعزتك لعقمتني ، وعصيتك بجميع جوارحي التي أنعمت بها عليّ وليس هذا جزاؤك منّي ».
قال : ثم احصيت له ألف مرّة وهو يقول : « العفو العفو » قال : ثم ألصق خدّه الأيمن بالأرض فسمعته وهو يقول بصوت حزين : « بؤت إليك بذنبي ، عملت سوءاً وظلمت نفسي فاغفر لي فانّه لا يغفر الذنوب غيرك يا مولاي » ثلاث مرات ، ثم ألصق خدّه الأيسر بالأرض فسمعته يقول : « ارحم من أساء واقترف واستكان واعترف » ثلاث مرات ، ثم رفع رأسه.