وروي بسند معتبر عن أبي عبدالله عليهالسلام انّه قال : ما خلق الله خلقاً الا جعل له في الجنة منزلاً وفي النار منزلاً ، فاذا سكن أهل الجنة الجنة وأهل النار النار نادى مناد : يا أهل الجنة اشرفوا ، فيشرفون على النار وترفع لهم منازلهم فيها ، ثم يقال لهم : هذه منازلكم التي لو عصيتم الله دخلتموها. قال : فلو انّ أحداً مات فرحاً لمات أهل الجنة في ذلك اليوم فرحاً لما صرف عنهم من العذاب.
ثم ينادي مناد : يا أهل النار ارفعوا رؤوسكم ، فيرفعون رؤوسهم ، فينظرون إلى منازلهم في الجنة وما فيها من النعيم ، فيقال لهم : هذه منازلكم التي لو أطعتم ربكم دخلتموها ، قال : فلو انّ أحداً مات حزناً لمات أهل النار حزناً ، فيورث هؤلاء منازل هؤلاء ، ويورث هؤلاء منازل هؤلاء ، وذلك قوله الله :
( اُولَئِكَ هُمُ الوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الفِردَوسَ هم فِيهَا خَالِدُون (١) ) (٢).
وروي بسند صحيح عن أبي عبدالله عليهالسلام انّه قال : ... ينادي مناد من عند الله ـ وذلك بعد ما صار أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار ـ : يا أهل الجنة ويا أهل النار هل تعرفون الموت في صورة من الصور؟ فيقولون : لا ، فيؤتى بالموت في صورة كبش أملح ، فيوقف بين الجنة والنار.
ثم ينادون جميعاً : اشرفوا وانظروا إلى الموت ، فيشرفون ، ثم يأمر الله به فيذبح ، ثم يقال : يا أهل الجنة خلود فلا موت أبداً ، ويا أهل النار خلود فلا موت أبداً ، وهو قوله:
( وَأَنذِرهُم يَومَ الحَسرَةِ إِذ قُضِىَ الأَمرُ وَهُم فِي غَفلَةٍ )(٣).
__________________
١ ـ المؤمنون ١٠ و١١.
٢ ـ البحار ٨ : ٢٨٧ ح ١٩ باب ٢٤ ـ عن تفسير القمي.
٣ ـ مريم : ٣٩.