والذي أباحنا الجنة يا سيدنا ما رأينا قطّ أحسن منك الساعة ، فيقول : اني قد نظرت بنور ربيّ ، ثم قال : أنّ أزواجه لا يغرن ، ولا يحضن ، ولا يصلفن.
قال : قلت : جعلت فداك انّي أردت أن أسألك عن شيء أستحي منه ، قال : سل ، قلت : هل في الجنّة غناء؟ قال : انّ في الجنّة شجراً يأمر الله رياحها فتهبّ ، فتضرب تلك الشجرة بأصوات لم يسمع الخلائق بمثلها حسناً ، ثم قال : هذا عوض لمن ترك السماع في الدنيا من مخافة الله.
قال : قلت : جعلت فداك زدني ، فقال : انّ الله خلق جنّة بيده ولم ترها عين ، ولم يطّلع عليها مخلوق ، يفتحها الرب كلّ صباح فيقول : ازدادي ريحاً ، ازدادي طيباً ، وهو قول الله : ( فَلا تَعلَمُ نَفسٌ مَّا اُخفِىَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعيُنٍ جَزَآءً بِمَا كَانُوا يَعمَلُونَ (١) ) (٢).
وروي عن أمير المؤمين عليهالسلام انّه قال : طوبى شجرة في الجنة أصلها في دار النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وليس من مؤمن الاّ وفي داره غصن منها ، لا تخطر على قلبه شهوة شيء الاّ أتاه به ذلك الغصن ، ولو انّ راكباً مجدّاً سار في ظلّها مائة عام ما خرج منها ، ولو طار من أسفلها غراب ما بلغ أعلاها حتى يسقط هرماً ، ألا ففي هذا فارغبوا ... (٣).
وروي بسند معتبر آخر عنه عليهالسلام انّه قال : انّ في الجنة لشجرة يخرج من أعلاها الحلل ، ومن أسفلها خيل عقاق ، مسرجة ملجمة ، ذوات أجنحة ، لا تروث ولا تبول ، فيركبها أولياء الله ، فتطير بهم في الجنة حيث شاؤوا.
__________________
١ ـ السجدة : ١٧.
٢ ـ البحار ٨ : ١٢٦ ح ٢٧ باب ٢٣ عن تفسير القمي.
٣ ـ أمالي الصدوق : ١٨٣ ح ٧ مجلس ٣٩ ـ عنه البحار ٨ : ١١٧ ح ٢ باب ٢٣.