[ قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لأبي ذر رحمهالله ] :
يا أباذر انّ الله تبارك وتعالى لم يوح إليّ أن أجمع المال ، ولكن أوحى إليّ : أن سبّح بحمد ربّك وكن من الساجدين ، واعبد ربّك حتى يأتيك اليقين.
يا أباذر انّي ألبس الغليظ ، واجلس على الأرض ، والعق أصابعي ، وأركب الحمار بغير سرج ، وأردف خلفي ، فمن رغب عن سنتي فليس منّي.
يا أباذر حبّ المال والشرف أذهب لدين الرجل من ذئبين ضاريين في زرب الغنم فأغارا فيها حتى أصبحا ، فماذا أبقيا منها؟
انّ الانسان بمقتضى قوله « الناس نيام إذا ماتو انتبهوا » لا يدري ما أصابه من هذين الذئبين لكن بطلوع صبح الموت عليه يفيق من نومه ويرى ما أصاب دينه منهما.
وهذه الكلمات الشريفة تشتمل على ثلاث خصال :
أولاً : حبّ المال وجمع الدرهم والدينار حرصاً ، وهذا من أقبح الصفات الذميمة ، وموجب لارتكاب المحرمات والظلم والطغيان والفساد ، وبما انّ القلب لا يمكن له ان يحب سوى محبوب واحد فحب هذه الأمور تخرج حب الله تعالى عن القلب ، ويكون غرضه الوحيد في جميع اُموره تحصيل الثروة ، وهذا هو معنى عبادة المال كما ذكرناه في باب النية.
وعلاج هذه الخصلة بعد التوسل بالله تعالى انّما هي التفكر في فناء الدنيا وزوالها ، وانّ ما جمعه لا ينفعه ، وما أنفقه في سبيل الله يبقى ذخراً له أبد الآباد.