والتفكر أيضاً في عظمة رتبة العلم والعبادة والكمالات والآثار المترتبة عليها في الدنيا والآخرة كي يتضح له انّ الشيء الباطل الذي سوف يزول عنه لا يمكن أن يجعل مانعاً لتحصيل تلك الكمالات الأبدية الكائنة مع الانسان دائماً.
وأن يتأمّل في عقوبات الله تعالى عند كسب المال الحرام ، بل حسابه تعالى على الحلال في حين أنه لو أنفقها في سبيل الله لعوّض بواحد عشراً ، وبسبعمائة سبعمائة الفاً في اليوم الذي لا حيلة للانسان فيه وتقصر يده عن كلّ شيء.
وليعلم انّ الله ضمن الرزق ، والاعتماد عليه لا على المال ، ويعتبر بأحوال الذين جمعوا أموالاً طائلة فلم تغن عنهم شيئاً ، وصارت عليهم وزراً ووبالاً ، لكن توجّه البعض نحو العبادة وتحصيل الآخرة ، فمضى عمرهم بأحسن الوجوه ، كما قال أبو عبدالله عليهالسلام : ان كان الحساب حقّاً فالجمع لماذا (١).
وقال عليهالسلام في حديث آخر : كان في بني اسرائيل مجاعة حتى نبشوا الموتى فأكلوهم ، فنبشوا قبراً فوجدوا فيه لوحاً فيه مكتوب : أنا فلان النبي ينبش قبري حبشيّ ، ما قدّمناه وجدناه ، وما أكلناه ربحناه ، وما خلّفناه خسرناه (٢).
ونقل عن ابن عباس انّه قال : انّ أول درهم ودينار ضربا في الأرض نظر اليهما إبليس ، فلمّا عاينهما أخذهما فوضعهما على عينيه ، ثم ضمهما الى صدره ، ثم صرخ صرخة ، ثم ضمهما الى صدره.
ثم قال : أنتما قرة عيني وثمرة فؤادي ، ما اُبالي من بني آدم إذا أحبوكما أن لا يعبدو وثناً ، وحسبي من بني آدم أن يحبوكما (٣).
__________________
١ ـ البحار ٧٣ : ١٣٧ ح ١ باب ١٢٣ ـ عن أمالي الصدوق.
٢ ـ البحار ٧٣ : ١٣٧ ح ٢ باب ١٢٣ ـ عن أمالي الصدوق.
٣ ـ أمالي الصدوق : ١٦٨ ح ١٤ مجلس ٣٦ ـ عنه البحار ٧٣ : ١٣٧ ح ٣ باب ١٢٣.