الأسماء. إنّ الأسماء صفات وصف بها نفسه »
) (١). وفي إطار الأسماء والصفات لله تبارك
وتعالىٰ ، يسأله داود بن القاسم أبو هاشم الجعفري عن معنىٰ الواحد. فيجيبه الإمام عليهالسلام
قائلاً : «
إجماع الألسن عليه بالوحدانية ، كقوله تعالىٰ :
( وَلَئِن
سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللهُ ) »
(٢). وروىٰ داود بن القاسم أبو هاشم
الجعفري أنّ رجلاً ناظر الإمام الجواد عليهالسلام
في أسماء الله تعالىٰ وصفاته ، فقال : ( كنت عند أبي جعفر الثاني عليهالسلام
فسأله رجل فقال : أخبرني عن الربِّ تبارك وتعالىٰ ، له أسماء وصفات في كتابه ؟ وأسماؤه وصفاته هي هو ؟ فقال أبو جعفر عليهالسلام : «
إنّ لهذا الكلام وجهين : إن كنت تقول : هي هو ، أي أنه ذو عدد وكثرة
فتعالىٰ الله عن ذلك. وإن كنت تقول : هذه الصفات والأسماء لم تزل
فإنّ ( لم تزل ) محتمل معنيين : فإن قلت : لم تزل عنده في علمه وهو مستحقها ، فنعم. وإن كنت تقول : لم يزل تصويرها وهجاؤها وتقطيع
حروفها ، فمعاذ الله أن يكون معه شيء غيره ، بل كان الله ولا خلق ، ثم خلقها ـ أي الأسماء ـ وسيلة بينه وبين خلقه يتضرّعون بها إليه ، ويعبدونه وهي ذكره. وكان الله ولا ذكر ، والمذكور بالذكر هو الله
القديم الذي لم يزل ، والأسماء والصفات مخلوقات. والمعاني والمعنيُّ بها هو الله الذي لا يليق به الاختلاف ولا الائتلاف وإنّما يختلف ويأتلف المتجزّئ ، فلا يقال : الله مؤتلف ، ولا : الله
________________ ١)
اُصول الكافي ١ : ٨٧ / ٣ باب المعبود من كتاب التوحيد. ٢)
اُصول الكافي ١ : ١١٨ / ١٢. والآية من سورة الزخرف : ٤٣ / ٨٧.