والمهدي خارجة عن أهل الإسلام ومعتقداتهم ومقالاتهم ، وهي تخالف أصل الدين.
نقول : إنّ كلّاً من البداء ، والرجعة والعصمة والمهدي يقولها كل أهل الإسلام ألا ترى أنّ في مقولة أهل السنة أنّ الصحابة كلّهم عدول يجعل منهم أهل عصمة ، وكذلك القول بالبداء فإنّ له وجه عند أهل السنة يؤيّده أدلّتهم في حديث المعراج من فرض الصلاة ، وأحاديث كثيرة تؤيد البداء لله ، وكذلك.
الرجعة والمهدي ، ورغم هذا فإنّ هذه الأمور ليست من القضايا التي تخرج منكرها من الملّة ، أو أنّ معتنقها من أهل الجنة ، فلماذا كل هذا الصراخ والعويل المفتعل ، ومن المستفيد من تبديد هذه الطاقات في خصومه لا فائدة فيها غير ضعف الأمّة وانقسامها وقطع ذات البين ، وإلى الله المشتكى.
إنّ الشيعة حتّى القرن الثاني من الهجرة
لم يكونوا في فارس غير أفراد قلائل في (قم) ليس لهم دعوة ، وإنّما كانوا متستّرين خشية البطش ، ولقد كانت خراسان ، وسجستان ، وأصفهان ، وشاش ، وطوس سنية ، فقد أخرج ابن قتيبة في رواية عن محمّد بن علي بن عبد الله بن عباس في كلمته التي قالها لرجال دعوته حين وجّههم : أمّا الكوفة سوادها ، فهناك شيعة علي بن أبي طالب ، وأمّا البصرة وسوادها فعثمانية