بالخلافة أو بالإمامة في ولد أبي بكر صاحب رسول الله صلىاللهعليهوآله
التقارب في الآراء من الشيعة والفرس ، وأنّ كلاً مهما يقول بالحق الإلهي في الحكم ، وأنّ الحاكم نائب عن الله ، وأنّ الإمامة تكون بالوارثة ، وهذا ما ذهب إليه أحمد أمين وبعض المستشرقين يقول محمّد أبو زهرة : بعض العلماء ومنهم دوزي المستشرق وقرروا أنّ أصل المذهب الشيعي نزعة فارسية إذ أنّ العرب تدين بالحرية والفرس تدين بالملك والوراثة ولا يعرفون معنى الانتخاب ، إلى أن قال إنّ الشيعة قد تأثّروا بالأفكار الفارسية حول الملك ووراثته (١).
ونقول : إنّ إدعاء من يقول إنّ كلاً من الفرس والشيعة يقولون بالحق الإلهي في الحكم ، وأنّه يحكم بتفويض من الله أو نيابة عنه فهذا خطأ ; لأنّ الشيعة تؤمن بأنّ الإمامة منصب إلهي كالنبوة ، فالإمام منصوص عليه من قبل الله تعالى من طريق النبي أو الإمام. فأيّ وراثة في هذا ؟! فهذا خطأ علمي فادح ; لأنّ الشيعة لا تنظر للإمامة على أنّها إرث ، بل تذهب إلى أنّ تعيين الإمام بنص وكتب الشيعة طافحة بذلك.
وإنّ أهل السنة قالوا بأنّ الخلافة تكون بالشورى بالنص واستدلّوا بقوله تعالى ( وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ) (٢) ، وقوله تعالى ( وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ
_______________
(١) تاريخ المذاهب الإسلامية ١ : ٤٠.
(٢) آل عمران : ١٥٩.