ويميل إليه كثيراً ، فقال له يوماً : يا عبد الله عليك دماء البدن إن كتمتنيها هل بقي في نفس عليّ شي من الخلافة. قال ابن عباس : قلت : نعم ، فقال عمر : لقد كان من رسول الله في أمره ذروة من قول لا تثبت حجة ولا تقطع عذراً ، ولقد كان يربع في أمره وقتاً ما ، ولقد أراد في مرضه أن يصرّح باسمه فمنعت من ذلك إشفاقا وحيطة على الإسلام فعلم رسول الله أنّي علمت ما في نفسه فأمسك ».
وما جاء في البخاري والطبقات : « أنّ النبي صلىاللهعليهوآله قال في مرضه الأخير : عليَّ بدواة وكتف أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعدي أبداً ، فقال عمر : إنّه يهجر ، وقد غلب عليه الوجع » (١).
وفي النهاية لابن الأثير في مادة (هجر) (٢).
وفي هذا المعنى يقول أحد الشعراء :
أوصى النبي فقال قائلهم |
|
قد راح يهجر سيّد البشر |
لكن أبا بكر أصاب ولم |
|
يهجر وقد أوصى إلى عمر |
ثمّ إنّ علي بن أبي طالب أُتي به إلى أبي بكر ، وهو يقول : أنا عبد الله ، وأخو رسوله ، فقيل له : بايع أبا بكر ، فقال : أنا أحق بهذا الأمر منكم لا أبايعكم ، وأنتم أولى بالبيعة لي ، أخذتم هذا الأمر من الأنصار ،
_______________
(١) البخاري ، صحيح البخاري ٥ : ١٣٧ ، طبقات ابن سعد ٤ : ٦١.
(٢) ابن الأثير ، النهاية ٥ : ٢٤٦.