خلفاء الرسول
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الميامين ، وبعد.
خلق الله تعالى الخلق متمايزين في صفاتهم الخلقية من الطول والقصر والصحة والسقم والنحافة والبدانة وغيرها ، وتلك سنّة الله تعالى في خلقه وكونه.
إنّ أمّة الإسلام التي بعث فيها رسول الله صلىاللهعليهوآله أمة عالمية ، ودعوته للناس كافة ، وهذا الكيان الضخم ليس أنموذجاً متكرراً في البشر ، وليس بالكيان المتكلّس في الفهم والوعي ، ولكن كيان متمايز حتّى في حياة النبي صلىاللهعليهوآله ، فمن أصحابه من طفق في السوق يبيع ويشتري (١) ، ومنهم من لازم النبي صلىاللهعليهوآله على العلم والصحبة ، ومنهم من أحبّ الرسول صلىاللهعليهوآله حبّاً شديداً فوق نفسه (٢) ، ومنهم من كان وسطاً بين العلم والكسب (٣) ،
_______________
(١) منهم عبد الرحمن بن عوف الذي آخى النبي صلىاللهعليهوآله بينه وبين سعد بن الربيع الخزرجي ، فقال له : إنّ لي زوجين فانظر أيّهما شئت حتّى أطلّقها لتتزوجها وأشاطرك نصف مالي ، فقال : بارك الله لك في مالك وأهلك ، ولكن دلّوني على السوق. تاريخ الإسلام للذهبي ٢ : ١٠٤.
(٢) صهيب بن سنان الرومي منعته قريش بأن يلحق بالرسول في هجرته ، فقال لهم : أرأيتم إن تركت مالي ، أمخلّون أنتم سبيلي ؟ قالوا : نعم ، فترك لهم ماله أجمع ، فبلغ ذلك النبي صلىاللهعليهوآله ، فقال : ربح صهيب .. المرجع السابق ٢ : ٢٣٥.
(٣) من هؤلاء أبو بكر وعثمان والزبير وغيرهم.