٨ ـ قال ابن كثير : في باب ذكر مجي الأحزاب إلى عثمان للمرّة الثانية ، وساق نفس ما قاله الطبري وزاد ، ومعهم ابن السوداء وكان أصله ذمياً فأظهر الإسلام ، وأحدث بدعاً قولية وفعلية (١).
هذه ثمانية (روايات) جامعة شملت أصحاب السير والتاريخ والمغازي ، وأصحاب المقالات والفرق ، والمؤرّخون المعاصرون ، وأصحاب الموسوعات العلمية.
وكما اختلفوا فيما سبق في اسمه ، ومن أيّ البلاد هو ؟ ومتى خرج بدعوته ؟ فهاهم يختلفون ـ أيضاً ـ في مقالته ، فمنهم من قال : إنّه قال إنّ علياً هو النبي ، وفي نفس المقال قال : ادّعى ابن سبأ في علي أنّه إله أو جزء من إله ، وهم محمّد فريد وجدي وأحمد عطية الله وعبد القاهر البغدادي وابن حزم والشهرستاني. وقالوا : إنّ ابن سبأ ادّعى أنّ علياً وصي محمّد ، رغم أنّهم قالوا : بنبوّته وألوهيّته. كل ذلك بدون وعي وتأمل ، فقالوا : إنّ ابن سبأ قال إنّ علياً إله ، ونبي ، ووصي النبي ، وأنّه في السحاب ، فأيّ نبي قبله سكن السحاب ؟! أو أيّ وليّ سكن السحاب ؟! أو أي إله سكن السحاب ؟! أكانوا القوم بلا عقول حتّى تسري فيهم هذه الدعوة ؟!
_______________
(١) الحافظ ابن كثير ، البداية والنهاية ، ٧ / ١٧٣.