منها : ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن زيد بن أرقم قال : « قام رسول الله صلىاللهعليهوآله يوماً فينا خطيباً بماء يدعى (خما) بين مكة والمدينة ، فحمد الله ووعظ وذكره ، ثمّ قال : أمّا بعد ، ألا أيها الناس فإنّما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب ، وأنا تارك فيكم الثقلين أوّلهما كتاب الله .. ثمّ قال : وأهل بيتى » (١).
ذهب إلى ذلك جماعة من أهل الحديث والمعتزلة والأشعرية ، وأنّ خلافة أبي بكر ثبتت بالاختيار ، وكذا ذهبت السيّدة عائشة.
واستدل البعض : بطلب سعد بن عبادة البيعة لنفسه ، وكذلك الحباب ابن المنذر حينما تقدّماً كلّاً منهما لطلب البيعة والخلافة في السقيفة.
احتجّ الذين قالوا لم يستخلف ، بالخبر المأثور عن عبد الله بن عمر عن عمر رضي الله عنهما ، أنّه قال : « إن أستخلف ، فقد استخلف من هو خير منّي ، يعني أبا بكر ، وإن لا أستخلف ، فلم يستخلف من هو خير منّي ، يعني رسول الله صلىاللهعليهوآله ، قال عبد الله : فعرفت أنّه حين ذكر رسول الله صلىاللهعليهوآله غير مستخلف (٢).
ولكن الشيعة رفضوا القول بالشورى وعدم الاستخلاف ، وذهبوا إلى :
_______________
(١) صحيح مسلم ٢ : ١٢٢ ـ ١٢٣.
(٢) ابن أبي العز الحنفي ، مرجع سابق ، ص ٤٧٤.