فلا ريب عنده أنّ المعتزلة خير من الرافضة ، فإنّ المعتزلة تقر بخلافة أبي بكر وعمر وعثمان (١).
ويذهب ابن تيمية في حديثه عن الأمويين أنّهم تابوا ، وقد اطّلع هو فعلم أنّ الله قد عفا عنهم وغفر لهم. وقال عن يزيد بن معاوية : ولد يزيد ابن معاوية في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه ولم يدرك النبي صلىاللهعليهوآله ، ولا كان من الصحابة باتّفاق العلماء ، وكان من المشهودين لهم بالدين والصلاح ، وكان من شبان المسلمين ، ولا كان كافراً ولا زنديقاً ، وتولّى بعد أبيه على كراهية بعض المسلمين ، ورضا من البعض !! وكان فيه شجاعة وكرم ، ولم يكن مظهراً للفواحش ، كما يحكي عنه خصومه.
وجرت في إمارته أمور عظيمة ، أحدها : قتل الحسين رضي الله عنه. ولم يأمر بقتله ، ولا نكت القضيب على ثناياه رضي الله عنه ، وكان قتله رضي الله عنه ، من المصائب العظيمة ، فإنّ مقتل الحسين وقتل عثمان غيلة كان من أعظم أسباب الفتن في هذه الأمّة ، وأمّا الأمر الثاني : فإنّ أهل المدينة النبوية نقضوا بيعته ، وأخرجوا نوّابه وأهله ، فبعث إليهم جيشاً وأمره إذا لم يطيعوه ثلاث أن يدخلها بالسيف ويبيحها ثلاث (٢).
_______________
(١) المرجع السابق ، ١ / ٧٤.
(٢) المرجع السابق ١ / ٣٠٦ ـ ٣٠٧.