« السبئية متطرّفون تقمصيون » وللمتطرفين أسماء مختلفة لا تدل إلّا على ظلال لا قيمة لها من المعاني ، وكانوا أوّلا يسمّون السبئية. ويقول سيف بن عمر : إنّ السبئية كانوا من أوّل الأمر من أهل الشر والسوء في تاريخ حكم الله ، هم قتلة عثمان ، فتحوا باب الحرب الأهلية ، وأسسوا فرقة الخوارج. وبعد أن حدد اسم سيف في موضعين مختلفين يشير إلى أنّه استند في مصدره إلى الطبري.
فهذه هي المصادر التي اعتمد عليها هذا الصنف من الناس تنحصر في « ابن خلدون وابن الأثير وابن جرير الطبري » وسوف نبحث في هذه المصادر التي اعتمدوا عليها.
علي بن إسماعيل الأشعري في كتابه مقالات الإسلاميين ، وعبد القاهر البغدادي في كتابه الفرق بين الفرق ، وابن حزم في كتابه الفصل بين الملل والنحل ، والشهرستاني في كتابه الملل والنحل وغيرهم.
والحق أنّهم أخذوا هذه المقالات من أفواه الناس ، ومن معاصريهم دون سند ، وما أوردوه من سند مما تكلّموا به إنّما هو أقوال تُحكى عن فلان عن فلان ، مع ما في كتبهم من تناقض وسخف بيّن قد أوردنا بعضه ، وسوف نكمله فيما بقي لنا من كلام.