بكر كتاباً لا يختلف عليه ، ثمّ قال : معاذ الله أن يختلف المؤمنون في أبي بكر ».
وروي عن عائشة رضي الله عنها ، أنّها سئلت من كان رسول الله مستخلفاً لو استخلف ؟
والظاهر ـ والله أعلم ـ أنّ المراد أنّه لم يستخلف بعهد مكتوب ، ولو كتب عهداً لكتبه لأبي بكر ، بل قد أراد كتابته ثمّ تركه ، وقال : « يأبى الله والمسلمون إلّا أبا بكر ». فكان هذا أبلغ من مجرد العهد ، فإنّ النبي صلىاللهعليهوآله دلّ المسلمين على استخلاف أبي بكر ، وأرشدهم إليه بأمور متعددة ، من أقواله وأفعاله ، وأخبر بخلافته إخبار راض بذلك ، حامد له ، وعزم على أن يكتب بذلك عهداً ، ثمّ علم أنّ المسلمين يجتمعون عليه ، فترك الكتاب اكتفاءً بذلك ، ثمّ عزم على ذلك في مرضه يوم الخميس ، ثمّ لما حصل لبعضهم شك ، هل ذلك القول من جهة المرض ؟ أو هو قول يجب اتّباعه ؟ ترك الكتابة اكتفاءً بما علم أنّ الله يختاره والمؤمنون من خلافة أبي بكر. فلو كان التعيين مما يشتبه على الأمّة لبيّنه بياناً قاطعاً للعذر ، لكن لمّا دلّهم دلالات متعددة على أنّ أبا بكر المتعيّن ، وفهموا ذلك ، حصل المقصود (١).
_______________
(١) ابن أبي العز الحنفي ، شرح العقيدة الطحاوية ، ص٤٧٢ ـ ٤٧٤.