واشتراط عروبة الخليفة ليست دعوة عنصرية أو تعصّب عرقي ، ولكن بهذا الشرط احتاط العلماء لضمان حاكم يعي دقائق الشريعة التي ترتبط باللغة التي نزل بها القرآن ، دون انتقاص أو قدح للآخرين.
إنّ عقيدة الشيعة هي عقيدة كل مسلم ، ومصادرها أربع هي : الكتاب والسنة والإجماع والعقل. وفي ذلك يقول الشيخ محمّد الحسين آل كاشف الغطاء : « المسلمون متّفقون على أنّ أدلة الأحكام الشرعية منحصرة في الكتاب والسنة ثمّ العقل والإجماع ، ولا فرق في هذا بين الإمامية وغيرهم ».
أمّا واعتقادهم في التوحيد فيقول فيه ابن بابويه القمي : إنّ الله تعالى واحد ليس كمثله شي ، قديم لم يزل ولا يزال سميعاً بصيراً حكيماً حيّاً قيّوماً عزيزاً قدّوساً قادراً ، لا يوصف بجوهر ولا جسم ولا صورة ولا عرض ، خارج عن الحدّين حدّ الإبطال وحدّ التشبيه.
وأمّا اعتقادهم في القرآن فيقول فيه : أنّه كلام الله ووحيه وتنزيله وكتابه ، وأنّه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وأنّ القرآن الذي أنزله الله تعالى على نبيّه هو ما بين الدفّتين ، وهو ما في أيدي الناس ليس بأكثر من ذلك ، ومن نسب إلينا أنّا نقول إنّه أكثر من ذلك فهو كاذب. هذا ما كتبه ابن بابويه الذي عاش في القرن الرابع ، وتوفى سنة ٣٨١ هـ (١).
_______________
(١) عرفان عبد الحميد ، دراسات في الفرق والعقائد الإسلامية ص ١٨.