ولبنان ومصر وتونس والمغرب وأندونيسيا وبلاد الأفغان وتركيا وأفريقيا وفي أوربا وأمريكا وغيرها.
إنّ بذرة التشيّع نشأت في بلاد العرب وليس في أيّ مكان آخر ، وكان الذين ناصروا علياً وشايعوه هم بذرة التشيّع الأولى ، ففي رياض الصالحين للنووي عن أبي هبيرة عائذ بن عمرو المزني ، وهو من أهل بيعة الرضوان رضي الله عنه : أنّ أبا سفيان أتى على سلمان وصهيب وبلال في نفر ، فقالوا : ما أخذت سيوف الله من عدو الله مأخذها ، فقال أبو بكر : أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم ؟! فأتى النبي صلىاللهعليهوآله فأخبره فقال : يا أبا بكر لعلّك أغضبتهم ؟ لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك. فأتاهم فقال : يا إخوتاه أغضبتكم ؟ قالوا : لا ، يغفر الله لك يا أخي (١).
وهؤلاء وأمثالهم هم الطبقة الأولى للتشيّع ، وهم بطون العرب في الأعم الأغلب ليس فيهم غير سلمان الذي قال فيه صلىاللهعليهوآله : « سلمان منّا أهل البيت » ، وهذا هو حال هذه الطبقة وقدرهم ، ولولا العمى والهوى ما قال بذلك قائل.
إنّ نسبة التشيّع للفرس نشأت في أوقات متأخرة ولظروف سياسية ، وهي أنّ الأمويين في سبيل بناء ملكهم قهروا كل من وقف في طريقهم ،
_______________
(١) النووي ، رياض الصادقين ، رقم ٢٦٣ ص ١٠٧ ، رواه مسلم.