آراء أُخرى في ابن سبأ
رأي طه حسين
استعرض الدكتور الصورة التي رسمت لابن سبأ وانتهى إلى أنّ ابن سبأ شخصية وهمية ، ودعم رأيه بالأمور التالية :
أوّلاً : إنّ كل المؤرخين الثقاة لم يشيروا إلى قصّة عبد الله بن سبأ ، ولم يذكروا عنها شيئاً.
ثانياً : إنّ المصدر الوحيد في هذه القصّة هو سيف بن عمر ، وهو رجل معلوم الكذب ، ومقطوع بأنّه وضّاع.
ثالثاً : إنّ الأمور التي أُسندت إلى عبد الله بن سبأ تستلزم معجزات خارقة لفرد عادي ، كما تستلزم أن يكون المسلمون الذين خدعهم عبد الله بن سبأ وسخّرهم لمآربه ـ وهم ينفذون أهدافه بدون اعتراض ـ في منتهى البلاهة والسخف.
رابعاً : عدم وجود تفسير مقنع لسكوت عثمان وعمّاله عنه مع ضربهم لغيره من المعارضين كمحمّد بن أبي حذيفة ، ومحمّد بن أبي بكر ، وعمار ، وغيرهم.
خامساً : قصّة الإحراق وتعيين السنة التي تعرّض فيها ابن سبأ للإحراق تخلو منها كتب التاريخ الصحيحة ، ولا يوجد لها في هذه الكتب أثر.