سادساً : عدم وجود أثر لابن سبأ ولجماعته في واقعة صفين وفي حرب النهروان.
وقد انتهى طه حسين إلى القول : إنّ ابن سبأ شخص ادّخره خصوم الشيعة للشيعة ، ولا وجود له في الخارج (١).
رأي أحمد محمود صبحي
وليس ما يمنع أن يستغل يهودي الأحداث التي جرت في عهد عثمان ليُحدث فتنة ، وليزيدها اشتعالاً ، وليؤلّب الناس على عثمان ، بل أن ينادي بأفكار غريبة ، ولكنّ السابق لأوانه أن يكون لابن سبأ هذا الأثر الفكري العميق ، فيحدث هذا الانشقاق العقائدي بين طائفة كبيرة من المسلمين (٢).
ويقول في موضع آخر : ويبدو أنّ مبالغة المؤرخين وكتّاب الفرق في حقيقة الدور الذي قام به ابن سبأ يرجع إلى سبب آخر غير ما ذكره الدكتور طه حسين ، فلقد حدثت في الإسلام أحداث سياسية ضخمة ، كمقتل عثمان ، ثمّ حرب الجمل ، وقد شارك فيها كبار الصحابة وزوجة الرسول ، وكلهم يتفرقون ويتحاربون ، وكل هذه الأحداث تصدم وجدان المسلم المتتبع لتاريخه السياسي ، أن يبتلي تاريخ الإسلام هذه الابتلاءات ويشارك فيها كبار الصحابة الذين حاربوا مع رسول الله صلىاللهعليهوآله ،
_______________
(١) طه حسين ، الفتنة الكبرى ، ٢ / ٩٦ وما بعدها.
(٢) أحمد محمود صبحي ، نظرية الإمامة : ٣٧.