متّبعة في كل مصر من الأمصار ، وكان عمّالهم ينفّذونها بلا استثناء أمثال زياد وابنه ، وخالد القسري ، ويوسف بن عمر ، والحجاج بن يوسف الذي قال عنه عمر بن عبد العزيز : « لو جاءت كل أمّة بخبيثها وجئنا بالحجاج لغلبناهم » (١). وقال الأوزاعي : سمعت القاسم بن مخيمر يقول : « كان الحجاج بن يوسف ينقض عرى الإسلام عروة عروة ».
وقد علمت ممّا تقدّم أنّ لعن علي والبراءة منه كانتا سنّة متّبعة في بني أمية إلى عهد عمر بن عبد العزيز ، ولكن المقريزي يقول : إنّها استمرّت إلى أبعد من ذلك حيث دخلت مصر على يد مروان عام ٦٥ هـ واستمرت إلى سنة ١٣٣ هـ (٢).
هذا موضوع تكلّم فيه القاصي والداني ، واختلط فيه الحابل بالنابل ، وأصبحت تلوكه الألسنة ، والجميع فيه لهم موقف واحد إلّا من رحم ربي ، وهو أنّ الشيعة فارسية المنشأ والأفكار شكلاً وموضوعاً ، ولم يحاول عاقل الوقوف على هذا الأمر ودراسته ، وهو جزء لا يتجزّأ من التّهم الباطلة التي ليس لها نهاية ; وذلك لمحاصرة الشيعة ، وحشد كل الأسلحة في مواجهتهم ، وسوف نبحث هذا الموضوع ، ونسوق في هذا أدلة وبراهين ، ونسأل الله التوفيق.
_______________
(١) ابن الأثير ، النهاية ، ٣ / ٢٢٣ ، ١٩٣ ، ابن عبد ربه ، العقد الفريد ، ٣ / ٢٥٣.
(٢) خطط المقريزي ، ٤ / ٣٢.