وبلغ الجور والتعسّف الذي لحق بآل البيت العلوي حتّى قال أحد الشعراء :
يا ليت جور بني مروان دام لنا |
|
وليت عدل بني العباس في النار |
وقال آخر :
تالله إن كانت أمية قد أتت |
|
قتل ابن بنت نبيها مظلوما |
فلقد أتته بنو أبيه بمثله |
|
هذا لعمرك قبره مهدوما |
أسفوا على أن لا يكونوا |
|
شاركوا في قتله فتتبعوه رميما |
ويبقى بعد ذلك فرض وهو أنّ هناك مفاهيم حضارية انتقلت بمعناها الحضاري عن طريق من اعتنق التشيّع من الفرس ولم يستوعب التشيّع فركّبه على ما عنده وتناقلته الأجيال ، وبقيت تتداول وتنمو حتّى أخفت الوجه الحقيقي للتشيّع ، وهذا ما ساقه البعض وحاول إثباته لكنّه فشل لعدم جدّية هذا الفرض.
ونقول لمّا كانت الجزيرة العربية فقيرة إلى الأفكار الدينية والمضامين الثقافية لعب اليهود وأهل الكتاب دوراً هاماً في ملىء هذا الفراغ المفترض وخصوصاً في الفكر السني الذي حاول أن يتخلّص من الداء وينسبه للشيعة عن طريق ادّعاءاتهم وكتبهم ورجالهم والسلطة الحاكمة التي كانت تحمل العداء الشديد لآل البيت العلوي.