وأبي هريرة.
ويقول الشهرستاني في الملل والنحل : « ومثل ما جرى في كمال الإسلام وانتظام الحال حين نزل قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ) (١).
فلمّا وصل غدير خم أمر بالدوحات فقمن ، ونادوا : الصلاة جامعة ، ثمّ قال عليه الصلاة والسلام وهو على الرحال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللّهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، وأدر الحق معه حيث دار ، ألا هل بلّغت ؟ ثلاثاً » (٢).
إنّ حديث الغدير من الأحاديث المتواترة ، وقد رُوي من قِبَل الصحابة والتابعين وعلماء الحديث في كل قرن بصورة متواترة ، فقد نقل حديث الغدير ورواه (١١٠) من الصحابة ، و (٨٩) من التابعين ، و (٣٥٠٠) من العلماء والمحدّثين ، وفي ضوء هذا التواتر لا يبقى مجال للشك في أصالة وصحة هذا الحديث ، كما أنّ فريقاً من العلماء ألّفوا كتباً مستقلة حول حديث الغدير.
وتأسيساً على ما سبق نسوق تلك المحاورة التي دارت بين عمر بن الخطاب وعبد الله بن عباس : « كان الخليفة الثاني يأنس بابن عباس
_______________
(١) المائدة : ٦٧.
(٢) الشهرستاني ، الملل والنحل ١ : ١٦٣.