والضيعات ، ويستعملونهم على الممالك ويستوزرونهم ، ويقتّرون على الفاطميين حتّى يصير الفاطمي في ضيق ومحنة شديدة بحيث لا يجد ثمن جارية زنجية يصون بها عفّته ، ولا ثمن كسوة يستر بها بدنه.
ويرى أنّ الموالي لبني أمية الذين يشاركونهم في شرابهم وفسقهم وفجورهم يتقلّبون في أنواع الرفاهة. فهنالك يهزّ الجماعة الفاطمية شرفهم ونخوتهم فيخرجون لا خروجاً على الطاعة ولا نقضاً للبيعة ، ولكن يقولون أرض الله واسعة ، فيهاجر أحدهم إلى ناحية من الأرض فيها قوم من أمّة جدّه صلىاللهعليهوآله فإذا وصلهم حرّكتهم نخوة الدين فاحترموه وأكرموه ، وألفته قلوبهم واجتمعوا عليه. فمتى بلغ خبره الأمويون قالوا : خرج وربّ الكعبة. وساقوا عليه القواد والجنود ، ولا يزالون حتّى يتركوه شهيداً. وكذلك بنو العباس (١).
٣ ـ وفي سنة ثلاث وثمانون ومائة استشهد الإمام موسى الكاظم بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهمالسلام ببغداد في حبس الرشيد مسموماً.
وقد بعث الإمام عليهالسلام إلى الرشيد لمّا كان محبوساً برسالة : « إنّه لن ينقضي عنّي يوم من البلاء إلّا انقضى عنك معه يوم من الرخاء حتّى نقضي جميعاً إلى يوم ليس له انقضاء يخسر فيه المبطلون ».
وفي أوائل السنة العاشرة بعد المائتين توفي ولي الله الإمام إبراهيم
_______________
(١) المرجع السابق ص ٣٢ ـ ٣٣.