أنا لا أقول بأنّ تحريف الصلاة المسمّاة عندنا بالصلاة الإبراهيميّة قد تقبّله المسلمون من أتباع خطّ السقيفة بالرضا والتطبيق ، بقدر ما أجزم أنّ الذي أسّس ذلك التحريف هم أدعياء العلم من أتباع الأنظمة الظالمة ، التي أسّست أساس التحريف ، وأجرته مجرى التنفيذ بواسطة أولئك العلماء.
الرواية المحرّفة ، عثرت عليها أثناء تصفُّحي لموطّأ مالك ، محاكية للصلاة على النبيّ صلىاللهعليهوآله الصحيحة ، ومكتوبة جنباً إلى جنب معها ، تقول : عن أبي حميد الساعدي أنّهم قالوا : يا رسول الله كيف نصلّي عليك ؟ فقال : « قولوا اللهمّ صلّ على محمّد وأزواجه وذريته ، كما صلّيت على آل إبراهيم ، وبارك على محمّد وأزواجه وذريته ، كما باركت على آل إبراهيم إنّك حميد مجيد » (١).
وبمجرّد قراءتها تكتشف عدم تناسق ألفاظ الرواية ، ممّا يوحي إليك من الوهلة الأولى أنّ هناك من استبدل ألفاظ : « وآل محمّد » ، وأحلّ محلّها : « وأزواجه وذريته » ، في محاولة يائسة لإقناع المسلمين بأنّ آل محمّد هم أزواجه وذريّته فقط ، وبذلك يُخرجون عليّاً عليهالسلام من حساب آل محمّد صلّى الله عليهم أجمعين.
إنّ الصلاة التي نحن بصددها ، هي صلاة الصفوة الطاهرة ، ليس لنا الحقّ في أنْ نُسقط منها ونضيف ; لأنّنا لسنا طرفاً في التشريع. المشرّع الوحيد هو الله تعالى ، ومن سوّلت له نفسه دخول ذلك الباب تحت أي عنوان ، فقد برز لله بالمعصية ، ومن فعل ذلك فقد ضمن لنفسه دخول جهنّم وبئس المصير ، ولا أخال عاقلاً يرغب في البروز إلى الله تعالى بمعصية التحريف ، وعذاب يوم القيامة ودخول النار وبئس القرار.
لكنّني وفي بداية اكتشافي لتحريف الصلاة على محمد وآل محمد ، لم أتبيّن
_________________
(١) الموطأ ١ : ١٦٥.