الصالح للأمّة على
أساس سلامة مرجعيّته في ذلك المجال. قلت : إذاً ، فنظام الحكم في الإسلام
بعد النبيّ صلىاللهعليهوآله
لم يكن واضحا لدى الأمّة ؟ قال : نعم ، في ما عدا الأساس الشوروي
الذي أكّده القرآن الكريم ، وعفي عن كيفيته ومداه وطريقة إقامته. قلت : إذاً ، عدنا إلى مبدأ الشورى من
حيث كونه نظاما عامّاً للحكم في الإسلام ، فإنّنا نجد أن الشورى لا يمكنها أن تشمل التشريع الإلهي ; لأنّها أحكام غير قابلة للأخذ والرد ، فأين ترى يمكن تطبيق هذا المبدأ ؟ قال : في مسألة اختيار وليّ أمور
المسلمين مثلاً. قلت : فهل وقع تطبيق مبدأ الشورى على
حقيقته في هذا المنصب ؟ قال : نعم ، ولكن بضرب من النسبيّة ،
إذا نحن أخذنا شورى سقيفة بني ساعدة ، وباعتبار أنّ المدينة تعتبر عاصمة المسلمين ، ومركزهم السياسي ، وثقلهم الاجتماعي والاقتصادي والعسكري ، فإنّ سكّانها يعتبرون أهل الحلّ والعقد ، وقراراتهم غير قابلة للرّد أو الرفض. قلت : طالما أنّ الشورى هي الوسيلة
الوحيدة لاختيار وليّ أمر المسلمين وحاكمهم ، فلماذا وقع التخلّي عنها سريعا ؟ قال : وكيف ذلك ؟ قلت : عندما مات أبو بكر أوصى إلى عمر
بن الخطاب ، وكان الكاتب للوصيّة عثمان بن عفان. قال : لكنّ هنالك رواية تقول : إنّ
الخليفة الأول قد أجرى مشورة حول من يكون أهلاً للحكم بعده ، فوجد أكثر الصحابة ميلاً إلى عمر. قلت : وعلى افتراض أنّ الصحابة كانوا
بذلك الميل ، فلماذا لا يتركهم يُتمّمون