قفصة ( مدينة تقع غرب مدينة قابس ، وتبعد عنها ١٤٦ كلم ، تمتاز بمناخ جبليّ صحراويّ يغلب عليه البرد الشديد في الشتاء ، والحرارة المرتفعة في الصيف ) لمقابلة الشيخ التيجاني السماوي ، والتعرّف على المذهب الشيعيّ الذي اعتنقه منذ سنوات ، عن طريق أحد الإخوة العراقيين ، وعاد إلى تونس وهو يدعو الناس إليه.
فقلت له : وهل أخذت فكرة جيّدة عن التشيّع منه ؟
فقال : لقد تناقشت معه حول عدد من المسائل ، ولكنّني لم أقتنع بكلامه ، فعدت منه مشوّش الفكر متشكّكاً ، على أمل البحث.
قلت : وكيف يتسنّى لك ذلك وكتب الشيعة غير موجودة عندنا ؟
قال : القضيّة ليست متعلّقة بكتب الشيعة ; لأنّ ما احتجّ به الشيخ التيجاني عليّ لم يخرج من دائرة السنّة التي أنتمي إليها ، فكتب الصحاح والمدوّنات الروائية السنيّة الأخرى هي المصادر التي كان يحتجّ بها عليّ ( سكت قليلا ثمّ قال ) : لقد أرسل إليّ الشيخ التيجاني السماوي منذ أيام كتابين ، الأوّل : هو كتاب المراجعات للسيّد عبد الحسين شرف الدين الموسوي رضياللهعنه ، والثاني : كتاب دلائل الصدق للشيخ المظفر رضياللهعنه ، ولدي الآن رغبة في مطالعتهما ، فهل ترافقني في التعرّف على هذا الفكر ؟ فوافقته على الفور ، وجرت إجابتي على لساني كأنّما هناك شيء يدفعها إلى الموافقة دفعاً.
بدأت جلسات مطالعة كتاب المراجعات ،
فإذا هو كتاب يحتوي على لقاءات ومراسلات جرت بين السيّد عبد الحسين وشيخ جامع الأزهر في تلك الفترة ، والمدعو بالشيخ سليم البشري ، يعني أنّه حوار ونقاش بين عالمين : الأوّل : شيعيّ عراقيّ المولد ، لبناني النشأة ، ينحدر نسبه إلى الإمام موسى الكاظم بن جعفر الصادق عليهماالسلام
، والثاني : مصريُّ النشأة والمولد ، قُلّد مشيخة الأزهر الشريف في