تلك الفترة من الزمن ، كان لقاءهما الأوّل في القاهرة ، وتعدّدت للودّ الذي نشأ بينهما ، والرابطة التي اتفقت رغبتهما على إنشائها فيما بعد للتقريب بين المدارس الفقهيّة الإسلاميّة ; والتأسيس لروح الأخوّة الإسلاميّة في شكل رابطة التقريب بين المذاهب الإسلاميّة ، هذه التي نتمنى أنْ تعمّ كافّة علماء الأمّة الإسلاميّة ; لتجني من ورائها وحدة الكلمة والصف.
كان الحوار علميّاً إلى أبعد الحدود ، وكان الشرط الذي وضعه شيخ الأزهر ، هو الاستدلال على أحقيّة الإمام عليّ عليهالسلام على إمامته العامّة ، وولايته لأمور المسلمين التي قلّده النبيّ صلىاللهعليهوآله إياها ، من خلال اعتماد النصوص الصحيحة المدوّنة عند أهل السنّة في كتبهم المشهورة ، باعتبار أنّ قراءة نفس تلك النصوص من المنظور السنّي ، لم تسفر إلّا على نتيجة مخالفة تماماً لما وصل إليه أهل البيت عليهمالسلام وشيعتهم.
بدأنا في قراءة المراجعات ، مراجعة مراجعة ، فكنت كلّما انقضى الزمن المخصّص للمطالعة ، إلّا وغادرت بيت ابن عمّي متلهّفاً إلى الموعد القادم ، ورأيتني في تلك الأيّام أكثر تحفّزاً وأشدّ حماسة ، وأدقّ موعداً ، وأرهف حسّاً من قبل ، ولم نأتِ على آخر صفحات كتاب المراجعات ، إلّا وتيقنت تمام اليقين ، بأحقيّة الإمام عليّ بن أبي طالب عليهالسلام في قيادة الأمّة الإسلاميّة ، بعد النبيّ صلىاللهعليهوآله.
استطاع صاحب كتاب المراجعات ، أنْ يثبت
من خلال النصوص التي استدلّ عليها من مصادر أهل السنّة ، أحقيّة الإمام عليّ بن أبي طالب عليهالسلام في الإمامة العامّة ، باعتباره المؤهّل الأوحد لقيادة الأمّة الإسلاميّة ، وليكون المرجع
للأول ، في ما يتعلق بالأحكام الشرعيّة ، ممّا دفع بشيخ جامع الأزهر ، إلى الاعتراف بتوضيحات السيّد ، والإقرار بنتيجة البحث المتداول بينهما في مسألة الإمامة ، من حيث كون الإمامة رديف النبوّة ، ودورها يتجاوز إطار الحكومة ، ليشمل مقام