واقفين (١) ، إلى غير ذلك ممّا قد أخرجه علماء الأمّة العدول وبيّنوا بطلانه ، وذكروه في مواضعه ليقف المسلمون على حقيقة عقيدة النبوّة ، من الزيف الذي لفّقه عليها أعداء الإسلام المحمّدي الأصيل.
هذا المحكيّ في كتب هؤلاء القوم ، والمنسوب للنبي صلىاللهعليهوآله يثير الاشمئزاز والنفرة ، وهو مدعاة إلى أولئك الذين يحاربون الله تعالى ورسوله صلىاللهعليهوآله ودينه ، إلى التشنيع والتشهير والحرب ، بل هي الحجّة التي ضرب بها سلمان رشدي لعنه الله وأمثاله ، الرسولَ الأكرم صلىاللهعليهوآله والإسلام بكافّة تفاصيله.
إذاً فهؤلاء الذين ادّعوا اتّباع سنّة النبي صلىاللهعليهوآله ، وأعلنوا نظريّاً حبّه ، ليس هذا فقط ، بل حاولوا سلب بقيّة المسلمين من التشرّف بالانتماء لسنته ، والإعلان من خلال ذلك بأنّهم من أتباعه ، بلغ بهم حبّ النبي صلىاللهعليهوآله ، وإتباع سنته إلى حدٍ انقلبوا فيه من حفظ السنّة الصحيحة ، إلى التمسك بمفتريات يهتزّ لها من في قلبه مثقال ذرّة من ولاء لله تعالى ولرسوله صلىاللهعليهوآله غضباً وغيضاً.
لم يكن القصد من سلب العصمة عن النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله إلّا غلق الباب في وجه من يدّعيها من غير مقام النبوّة ، فأهل البيت عليهمالسلام من أولئك الذين عصمهم الله تعالى ، ليكونوا للأمّة منار هداية ، وعناصر حفظ لشريعة خاتمة ، نزل فيهم ما نزل من القرآن الذي يفيد عصمتهم كآية التطهير (٢) ، وغيرها.
كما أنّ حديث الثقلين الذي قرن فيه النبي صلىاللهعليهوآله الكتاب بالعترة الطاهرة ، وصرح بعدم افتراقهما عن بعضهما ، وجعل التمسك بهما معاً عاصماً من الضلالة (٣) ، يدلُّ على عصمة أهل البيت عليهمالسلام.
_________________
(١) المصدر نفسه ١ : ٧٢ ـ ٧٣.
(٢) الأحزاب : ٣٣.
(٣) سنن الترمذي ٥ : ٣٢٩.