يضيف محمد : إنّ من لم يقرأ ما أقدم عليه حزب الطلقاء الذي استولى على زمام الحكومة الإسلامية ، بعد تمهيد من أصحاب السقيفة ، من تحريف وكذب وتشويه للدين ، لا يمكنه أن يقف على حقيقة منشأ التحريف ، ففي النص الذي نقلته نجد أنّ معاوية من أجل أنْ يستتب له الأمر ، أقدم في مرحلة أولى على إشاعة ظاهرة سبّ علي عليهالسلام وأهل بيته ، والساب لعلي هو ساب للنبي صلىاللهعليهوآله ، فتمّ له ذلك ، ثمّ أقدم على خلط النصوص الصحيحة بالوهم الذي شجّع عليه بالأموال ، ثمّ سعى في مرحلة ثالثة إلى منع النصوص الصحيحة التي كانت متعلقة بالإمام علي وأهل بيته عليهمالسلام ، وفي مرحلة أخيرة إلى التنكيل بمن ثبت لدى السلطة أنّه من أهل بيت الإمام علي عليهالسلام أو من شيعته ، في عصر لم يكن هناك سوى فريقين يسعيان إلى تحقيق غاياتيهما المتباينتين ، علي وشيعته ، ومعاوية وشيعته ، ولا اعتبار للفريق الثالث الذي لم يكن يمثّل شيئاً ، ولا وزن له ; لأنّ أفراده قّلة قليلة أسكنها الخوف واللامبالاة فتبنت السكوت والانطواء ، بل نجد إلى الآن في معسكر الشورى والخلافة ، من لا يزال رافعاً شعار العن يزيد ولا تزيد (١) ، وهو مستمر في اعتماد معاوية بن أبي سفيان صحابياً جليلاً يطلب له من الله الرضا ، وهو المحارب والساب والقاتل لقربى النبي صلىاللهعليهوآله ومواليهم.
أثناء بحثي عن الحقيقة ، التقيت بأحد زملاء الدراسة ، وكان معه كرّاس دفعني الفضول إلى سؤاله عنه ، فقال : هو كتاب قد سحبه أحد الأصدقاء من الانترنيت لأحد الكتاب ، فرجوته رجاءً حاراً أنْ يعيرني إيّاه ، ولمّا رأى اهتمامي وتشبثي بالكُرّاس ، لم يمانع من ذلك ، على شريطة أنْ لا أتأخر في قراءته ، فوافقته وأخذت منه الكرّاس شاكراً ، وانصرفت إلى البيت استعجل الخطى.
وفي البيت بدأت في تصفح الكُرّاس ، فذُهلت للمستوى التعيس الذي وصل
_________________
(١) بل نجد من يرفض لعن يزيد ويصفه بأمرة المؤمنين مع وضوح حاله.