تبوك (١) يدلان على ما ذكرناه من النص عليه (٢) ، وإنما عدل عن المطالبة والمنازعة وأظهر التسليم والانقياد للتقية ، والخوف على النفس ، والإشفاق من الفساد في (٣) الدين لا يتلافاه (٤).
__________________
(١) تبوك موضع بين المدينة والشام ، ولما أراد صلىاللهعليهوآله الخروج إلى غزوة تبوك استخلف أمير المؤمنين عليهالسلام في أهله وولده وأزواجه ومهاجرة وقال له « يا علي إن المدينة لا تصلح إلا بي أو بك » وبقي علي عليهالسلام في المدينة وخرج الرسول صلىاللهعليهوآله إلى الغزوة ، ولكن المنافقين أخذوا يرجفون بعلي فلما بلغ ارجافهم به لحق بالنبي وقال له : يا رسول الله ان المنافقين يزعمون انك خلفتني استثقالا ومقتا. فقال له النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : ارجع يا أخي إلى مكانك ، فإن المدينة لا تصلح إلا بي أو بك ، فأنت خليفتي في أهل بيتي ودار هجرتي وقومي ، أما ترضى يا علي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدي ، وهذا الحديث يعرف بحديث المنزلة. انظر مصادر هذا الحديث في كتاب المراجعات ص ١٣٩ ـ ١٤٢ ، والاستيعاب ٣ ـ ١٠٩٧.
(٢) قال عليهالسلام في الكتاب الذي أرسله مع مالك الأشتر الى أهل مصر : « أما بعد ، فإن الله سبحانه بعث محمدا صلىاللهعليهوآلهوسلم نذيرا للعالمين ومهيمنا على المرسلين ، فلما مضى عليهالسلام تنازع المسلمون الأمر من بعده ، فو الله ما كان يلقى في روعي ولا يخطر ببالي أن العرب تزعج هذا الأمر من بعده عن اهله بيته ولا انهم منحوه عني من بعده ، فما راعني الا انثيال الناس على فلان يبايعونه ، فأمسكت يدي حتى رأيت راجعة الناس قد رجعت عن الإسلام يدعون الى محق دين محمد ، فخشيت ان لم انصر الإسلام وأهله أن أرى فيه ثلما أو هدما تكون المصيبة به عليّ أعظم من فوت ولايتكم التي انما هي متاع أيام قلائل يزول منها ما كان كما يزول السراب أو كما يتقشع السحاب ، فنهضت في تلك الأحداث حتى زاح الباطل وزهق واطمأن الدين وتنهنه. » ـ نهج البلاغة ٣ ـ ١٣٠.
(٣) علي عليهالسلام
(٤) إلى