وأوجب (١) في الإمام عصمته ، لأنه لو لم يكن كذلك لكانت الحاجة (٢) إليه فيه ، وهذا يتناهى (٣) من الرؤساء ، والانتهاء إلى رئيس معصوم.
وواجب (٤) أن يكون أفضل من رعيته وأعلم ، لقبح تقديم المفضول على الفاضل فيما كان أفضل منه فيه في العقول. فإذا وجبت عصمته وجب النص من الله تعالى عليه وبطل اختيار الإمامة (٥) ، لأن العصمة لا طريق للأنام (٦) إلى العلم بمن هو عليها.
فإذا تقرر وجوب العصمة فالإمام بعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بلا فصل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام لإجماع الأمة على نفي القطع على هذه الصفة في غيره عليهالسلام (٧) ممن ادعى (٨) الإمامة في تلك الحال (٩) ، وخبر الغدير (١٠) وخبر غزوة
__________________
(١) مختصر حديث الغدير : ان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم حينما كان راجعا من حجة الوداع وصل الى موضع يقال له « غدير خم » فنزلت عليه قوله تعالى « يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ » ( المائدة ـ ٦٧ ) فجمع الرسول صحابته الذين كانوا معه ـ وكان عددهم مائة وعشرين ألف أو ثمانين ألفا ـ فأخذ بيد علي عليهالسلام ورفعه وخطب خطبة طويلة وقال في جملة ما قال « من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله. » ـ راجع تفاصيل هذا الحديث وطبقات الراوين له من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين الى عصرنا الحاضر في كتاب الغدير ج ١.
(٢) وواجب
(٣) علة الحاجة
(٤) ولهذا يؤدي إلى ما لا يتناهى
(٥) وواجب فيه
(٦) الأمة له
(٧) للأمة
(٨) لم يرد في المخطوط
(٩) ممن ادعيت
(١٠) في تلك الحال له