في الدنيا ، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله عزوجل من ريح المسك ، والصائم يفرح
__________________
الشهوات وبالحج اذفيه الاحرام ومتر وكاته.
الثانى ، أنه امر خفى لايمكن الاطلاع عليه ، فلذلك شرف بخلاف الصلاة والجهاد وغيرهما واجيب بأن الايمان والاخلاص وافعال القلب والخشية خفية مع تناول الحديث اياها.
الثالث ، أن عدم املاء الجوف تشبه بصفة الصمدية ، اجيب بان طلب العلم فيه تشبه باجل صفات الربوبية ، وهو العلم الذاتى ، وكذلك الاحسان إلى المؤمنين وتعظيم الاولياء و الصالحين ، كل ذلك فيه التخلق تشبها بصفات الله تعالى.
الرابع : أن جميع العبادات وقع التقرب بها إلى غير الله تعالى الا الصوم ، فانه لم يتقرب به الا إلى الله وحده. اجيب بان الصوم يفعله أصحاب استخدام الكواكب.
الخامس : أن الصوم توجب صفاء العقل والفكر بواسطة ضعف القوى الشهوية بسبب الجوع ، ولذلك قال عليهالسلام : « لايدخل الحكمة جوفا ملئ طعاما » وصفاء العقل والفكر يوجبان حصول المعارف الربانية التى هى اشرف أحوال النفس الانسانية ، اجيب بان سائر العبادات اذا واظب عليها أورثت ذلك خصوصا الجهاد. قال الله تعالى : « والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا » وقال تعالى « اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به » قال بعضهم : لم أرفيه فرقا تقربه العين وتسكن اليه القلب.
ولقائل ان يقول : هب ان كل واحد من هذه الاجوبة مدخول بما ذكر ، فلم لايكون مجموعها هو الفارق ، فانه لايجتمع هذه الامور المذكورة لغير الصوم ، وهذا واضح. انتهى ما في النضد.
أقول : كل عبادة يعبد بها لله تعالى ويرجى بها رضوان الله وثوابه ففيه تظاهر بالعمل العبادى وليس يخفى أمره على الناس فللعابد بها حسن ثناء عند الناس وشكر تقدير وحرمة فهو وان لم يتعبد بتلك العبادة الا لله مخلصا ، فكانه وصل إلى بعض أجره ، الا الصوم لاتظاهر فيه ، فانه الكف عن المفطرات ، والكف نفى العمل ، ولا يمكن الاطلاع عليه الامن قبل نفس الصائم واظهاره سمعة.
فالصائم يترك الملاذ والشهوات
ويقاسى عوارض الصوم من نحولة الجسم وعدم النشاط