بفرحتين : حين يفطر فيطعم ويشرب ، وحين يلقاني فادخله الجنة (١).
١٥ ـ مع : علي بن عبدالله المذكر ، عن علي بن أحمد الطبري ، عن الحسن بن علي بن زكريا ، عن خراش مولى أنس ، عن أنس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله الصوم جنة يعني حجاب من النار.
وإنما قال ذلك ، لان الصوم نسك باطن ليس فيه نزغة شيطان ولا مراءاة إنسان (٢).
١٦ ـ مع : بهذا الاسناد ، عن أنس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : للصائم فرحتان : فرحة عند إفطاره ، وفرحة يوم يلقى ربه.
يعني بفرحته عند إفطاره فرحة المسلم بتحصيل ذلك اليوم في ديوان حسناته وفواضل أعماله لان فرحته تلك إنما أبيح من الطعام وقته ذلك ، وليس الفرح بالاكل ولحاجة البطن من شرائف ما يمدح به الصالحون ، وأما فرحته عند لقاء ربه عزوجل فيما يفيض لله عليه من فضل عطائه الذي ليس لاحد من أهل القيامة مثله
__________________
لله عزوجل تعبد اله من دون أن يعرف الناس أنه متعبد فيكر مونه ويفضلونه كما يعرفون ذلك من سائر العباد كالذين يصلون الصلاة ولايفترون عنها ، أو الغزاة والمجاهدين مع مالهم من الغنيمة والفئ والثناء المشهور لهم بقوله « فضل الله المجاهدين » وهكذا الحجاج والمعتمرون فانهم مع تركهم ما يحرم عليهم بالا حرام متظاهرون بالاحرام في الحج والعمرة ، يعرفون ويتعارفون.
فالصائم لايعلم أنه متعبدلله الا الله عزوجل مجزيه احسن الجزاء واكمله ، ان كان « اجزى به » بفتح الهمزة وكسر الزاى ـ من باب المعلوم فاعله ، أو يكون جزاؤه هو الله تعالى نفسه أعنى لقاءة ورضوانه ـ ان كان بضم الهمزة وفتح الزاى ـ من باب المجهول قاعله.
وليس يرد عليه خفاء الايمان والاخلاص والخشية من الله تعالى فانها ليست بأعمال عبادية وهى معذلك شرط في كل عبادة يعبد بها الله تعالى حاصلة في كل حال.
(١) الخصال ج ١ ص ٢٤.
(٢) معانى الاخبار : ٤٠٨.