فانه على وجل ، لايدري متى يأتيه رسول الله لقبض روحه ، وقد حذرتكم إن حذرتم ، وعرفتكم إن عرفتم ، ووعظتكم إن اتعظتم ، فاتقوا الله في سرائر كم و علانيتكم ، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ، ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه
__________________
السنة ٣٥٤ يوما تاما كما أن بعضها تصرح بذلك.
وهذه الاخبار مدارها الحكومة على دليل الرؤية ، فان الرؤية انما هو طريق فطرى لثبوت الهلال ، لكن عدم الرؤية لايدل على عدم الهلال واقعا ، وحينما لم تقع الرؤية تحكم هذه الروايات بثبوت الهلال في الافق وأنه قد خرج من المحاق ، كما اذا ظهر امام المسلمين وأخبر بأن الهلال في القطر الفلانى ليلة الخميس مثلا قابل للرؤية وأنها غرة شهر رمضان كان قوله ذلك حاكما على دليل الرؤية ، ولا منافاة بين الدليلين : الحاكم والمحكوم.
وقد يورد عليها بأن السنة القمرية تزيد على ٣٥٤ يوما بثمان ساعات وثمان و أربعين دقيقة ( لكل شهر ٢٩ يوما و ١٢ ساعة و ٤٤ دقيقة ) كمابين بالارصاد ، وقد كان المعول والمصرح في تلك الروايات أن السنة ٣٥٤ يوما تاما ( لكل شهر ٢٩ يوما و ١٢ ساعة تماما ).
لكنه غير وارد حيث ان تلك الزيادة ليس باعتبار الهلال وخروجه عن المحاق ١٢ مرة ، بل هو باعتبار وضع القمر بالنسبة إلى الشمس إلى حصول مثل ذلك الوضع ، فالسنة المذكورة في الروايات هلالية واقعية ، وسنتهم نجومية اعتبارية ، وبينهما بون بعيد. وقد رأيت في بعض الكتب أن السنة الهلالية تزيد على ٣٥٤ يوما بساعتين و ٤٨ دقيقة ( لكل شهر ٢٩ يوماو ١٢ ساعة و ١٤ دقيقة ) فقط ، وفى بعض آخر كدائرة الوجدى أن دورانه من هلال إلى هلال يتم في ٢٩ يوما ونصف يوم فيكون السنة ٣٥٤ يوما تماما كما هو مفاد تلك الاخبار.
فان صح أن السنة ٣٥٤ يوما كملا ، وأن سير القمر من هلال إلى هلال يتم في ٢٩ يوما و ١٢ ساعة ، انقسم كرة الارض بحسب التوهم إلى قطرين : قطر الليل وقطر النهار وفى كل قطر منها : شهر تام وشهر ناقص أبدا ، الا ان كل شهر كان في احد القطرين ناقصا هو بعينه في القطر الاخر تام