وهو في الاخرة من الخاسرين.
ومنه : عن أبيه ، عن محمد بن يحيى العطار ، عن محمد بن أحمد ، عن إبراهيم
__________________
ولابد على ذلك من ارصاد جديد بالمراصد الجديدة المتقنة فيعين أن الهلال اول ما يخرج من المحاق بالنسبة إلى كرة الارض في أى مكان قابل للرؤية لاول ساعة ، فاذا عين ذلك المكان ـ ونسمية ـ كان ذاك الهلال الطالع غرة للشهر الجارى لهم وهكذا لمن بعدهم سواء الا أنهم كلما دخلوا في ظلمة الليل على التدريج يرون الهلال أضوء ثم أضوء ، حتى أن الذين يرونه بعد ٢٣ ساعة من طلوعه مثلا يرونه بارزا كأنه لليلتين وليس به ، بل هو لليلة كما لا يخفى.
فاذا مضى من طلوع الهلال الاول ٢٩ يوما ونصف يوم ، طلع الهلال ، ثانيا من المحاق لكن المكان الذى عين في الهلال الاول ورئى فيه لاول ساعة وسميناه دار إلى حيث يدخل في ضوء الصباح ، والمكان الذى كان في الدور الاول مقابلا له ونسميه عاد إلى مكان ويرى الهلال فيه ، فيكون أول ليلتهم للشهر القادم.
فمع أن المكان كان في اول الشهر تابعا لمكان ، في الدور الثانى هذا يتقدم في رؤية الهلال ويكون تابعا له وبينما يتم المكان يومه الثلاثين للشهر الاول ، رمضان مثلا دخل مكان في شهر شوال فكان شهر رمضان لمكان وما بعده إلى نصف القطر ثلاثين يوما وللمكان وما بعده إلى نصف القطر ٢٩ يوما ، ثم ينعكس الامر على هذا النمط أبدا.
وهذا المبنى يتوقف على كون الهلال ورؤيته معتبرة لكل الارض بمعنى أن الهلال اذارئى في المكان أو كانت الامكنة الموازية لها من حيث الدخول في الظلام كلها تابعة لهلا لهما ، رئيت فيها الهلال أولم يرلحاجب أو غيم.
ويمكن بيان ذلك بأنه لما خلق الله الهلال مشرفا على الارض برها وبحرها ، فهو يتعلق بمصالح عامتهم ، فكما أن ليلة القدر ـ التى هى خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم من كل أمر وفيها يفرق كل امر حكيم امرا من عندنا ـ لا يشذ عن ليلة واحدة يتدرج في ٢٤ ساعة ويغشى عامة أهل الارض ، فكذلك غرة شهر رمضان مثلا لاتشذ عن ليلة واحدة تستوعب جميع أهل الارض في ٢٤ ساعة على التدريج.