ابن هاشم ، عن حمزة بن يعلى ، عن محمد بن الحسين بن أبي خالد رفعه إلى أبي عبدالله عليهالسلام قال : إذا صح هلال رجب فعد تسعة وخمسين يوما وصم يوم الستين.
__________________
هذا اذا ثبت بالمراصد الدقيقة ان دور الهلال من طلوع إلى طلوع ٢٩ يوما ونصف يوم على التمام ، واما اذا زاد عليه ولو ١٤ دقيقة انخرمم تلك القاعدة ، حيث ان التام والناقص من الشهور يدور ان على الافاق ، ولابد لكل شهر من رصد ومحاسبة.
ولا ينفع في ذلك ما ورد في مكاتبة محمد بن الفرج الرخجى من وضع الكبيسة في كل خمسة اعوام وان كان يؤيد أن الزيادة هى ١٤ دقيقة ، فانها في كل خمسة اعوام تكون نصف يوم.
وذلك فان الكبيسة ليس لها حقيقة خارجية ، بل هو اعتبار محض لعلماء النجوم لحفظ المحاسبات ، وهو الغاء الكسور عند محاسبة الشهورحتى يجتمع قدر نصف يوم ، فاذا بلغ النصف زيد في احد الشهور الناقصة ( وقد يزيدونها في الشهور التامة فيكون أحدا وثلاثين ، ولابدع فانها اعتبارية ) فيتم ثلاثين يوما بعد ماكان في العام الماضى ناقصا.
وأما في افق الارض وحساب الطبيعة ، وهو مدار الاحكام الفطرية ، فالكسور يتحقق تدريجا وينصرم ، ولا يجتمع هناك حتى نحسبها حيث شئنا ، ولو أردنا أن نحسبها مجتمعة ونعمل كبيسة ، لانجد مخصصا لابتداء أحد الاعوام بالكبيسة ، الا اعتبارا ، فهى اعتبار في اعتبار ولامحل لها في حساب الطبيعة والفطرة.
على أنا لو عملنا الكبيسة ـ على بطلانها ـ تهافتت الروايات الحاكمة بالعدد وتناقضت وانهار بنيانها في نفسها :
أما أولا فان السنة تكون في عام الكبيسة ٣٥٥ يوما وقد حكم فيها بأن السنة ٣٥٤ يوما.
وأما ثانيا ، فلان أحد الشهور الناقصة في عام الكبيسة تام كامل فاذا جعلنا أول السنة محرم كان ذوالحجة ٣٠ يوما وان جعلنا اول السنة شهر رمضان كان شعبان تاما ، وقد حكم فيها بأن ذا الحجة وشعبان لايتمان ابدا.