ابراهيم ـ أو كما قال صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ـ وبعثني الله به رسولاً إلى العباد ، وأنت يا عم أحق من بذلت له النصيحة ودعوته إلى الهدى وأحق من أجابني اليه وأعانني عليه ـ أو كما قال ـ فقال أبو طالب : أي ابن أخي أني والله لا استطيع ان افارق دين آبائي وما كانوا عليه ، ولكن والله لا يخلص اليك شيء تكرهه ما بقيت ، وذكروا انه قال لعلي عليه السلام : أي بني ما هذا الدين الذي انت عليه ؟ قال : يا أبة آمنت برسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وصدقت بما جاء به وصليت معه لله واتبعته ، فزعموا أنه قال : أما إنه لم يدعك إلا إلى خير فألزمه ( قال ) أخرجه ابن اسحاق ( أقول ) ورواه ابن جرير الطبري أيضاً في تاريخه ( ج ٢ ص ٥٨ ) عن ابن اسحاق .
[ كنز العمال ج ٧ ص ٥٦ ]
عن ابن مسعود قال : إن أول شيء علمته من أمر رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قدمت مكة مع عمومة لي فأرشدونا إلى العباس بن عبد المطلب فأنتهينا اليه وهو جالس إلى زمزم فجلسنا اليه فبينا نحن عنده إذ أقبل رجل من باب الصفا أبيض يعلوه حمرة له وفرة جعدة الى أنصاف أذنيه أقنى الأنف براق الثنايا أدعج العينين كث اللحية دقيق المسربة شثن الكفين والقدمين عليه ثوبان أبيضان كأنه القمر ليلة البدر يمشي على يمينه غلام أمرد حسن الوجه مراهق أو محتلم تقفوه امرأة قد سترت محاسنها حتى قصد نحو الحجر فأستلمه ثم استلم الغلام ثم استلمت المرأة ثم طاف بالبيت سبعاً والغلام والمرأة يطوفان معه ، قلنا : يا أبا الفضل إن هذا الدين لم نكن نعرفه فيكم أوَ شيء حدث ؟ قال : هذا ابن اخي محمد بن عبد الله والغلام علي بن أبي طالب والمرأة امرأته خديجة ، أما والله ما على وجه الأرض من أحد نعلمه يعبد الله بهذا الدين إلا هؤلاء الثلاثة ( قال ) أخرجه يعقوب بن شيبة وابن عساكر ( أقول ) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه ( ج ٩ ص ٢٢٢ ) نقلاً عن الطبراني ، وزاد فقال بعد
قوله : ـ