[ تفسير ابن جرير الطبري ج ٢٢ ص ٧ ] روى بسنده عن أبي الديلم قال : قال علي بن الحسين عليهما السلام لرجل من أهل الشام : أما قرأت في الأحزاب ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) قال : ولأنتم هم ؟ قال : نعم .
( أقول )
إن أهل الرجل لغة هم عشيرته وذو قرباه ، وكلمة آل وأهل بمعنى واحد ، فان آل أصله أهل قلبت الهاء همزة بدليل أهيل إذ التصغير يرد الأشياء الى أصولها كما قيل ، وعلى كل حال ان أهل بيت الرجل مع كونه لغة هم عشيرته وذو قرباه قد يطلق على من سكن بيته مطلقاً سواء كان من أقربائه أو من زوجاته أو أجنبياً رأسا ولكن المراد من أهل البيت في الآية الشريفة ـ كما عرفت من أخبار الباب ـ ليس إلا خصوص علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام لا مطلق أقاربه فضلا عن زوجاته أو الأجنبي رأسا ، وذلك لما كان فيها من أن النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم جللهم بكساء وأشار اليهم بالخصوص وقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً . وكان في بعضها التصريح بانها نزلت في رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وعليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام وفي بعضها التصريح بانها نزلت في سبعة جبرئيل وميكائيل ورسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وعليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ، فانه وإن كان في بعضها قول أم سلمة قلت : يا رسول الله ألست من أهلك ؟ قال : بلى ، أو قول واثلة وأنا من أهلك قال : وأنت من أهلي ، إلا أن ذلك ( أولا ) مما لا يقاوم بقية الأخبار النافية لذلك فانها أكثر عدداً وأقوى سنداً وأشهر مضموناً ( وثانياً ) إن في أغلب أخبار أم سلمة قال لها النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم أنت على مكانك أو أنت على خير ، أو إنك الى خير ، أو قالت : فجذبه من يدي كما سبق ذلك في باب إن علياً وفاطمة والحسن والحسين هم آل محمد ، فهذا أيضاً مما ينافي دخول أم سلمة في