لناصريه السلامة ، ولخاذليه الندامة ، هذا الوداع مني الى يوم القيامة ، فوقع الصنم لوجهه ، قال زمل : فابتعت راحلة ورحلت حتى اتيت النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم مع نفر من قومي وانشدته شعراً ( أقول ) فذكر ابياتاً منها :
وأشهد ان الله لا شيء غيره |
|
أُدين له ما اثقلت قدمي نعلي |
ثم قال : فاسلمت وبايعت واخبرناه مما سمعنا ( الحديث ) قال أخرجه ابن عساكر .
[ كنز العمال ج ٦ ص ٣٠٨ ] قال : عن العباس بن مرداس السلمي إنه كان في لقاح له نصف النهار إذ طلعت عليه نعامة بيضاء عليها راكب عليه ثياب بيض مثل اللبن ، فقال : يا عباس بن مرداس ألم تر أن السماء كفت أحراسها ، وان الحرب تجرعت انفاسها ، وان الخيل وضعت أحلاسها وان الدين نزل بالبر والتقوى يوم الاثنين ليلة الثلاثاء مع صاحب الناقة القصوى ؟ قال : فخرجت مذعوراً قد راعني ما رأيت وسمعت حتى أتيت وثناً لي يدعى بالضماد ـ وكنا نعبده ويكلم من جوفه ـ فكففت ما حوله ثم تمسحت به وقبلته ، واذا صائح يصيح من جوفه :
قل للقبائل من سليم كلها هلك الضماد وفاز أهل المسجد هلك الضماد وكان يعبد مرة قبل الصلاة مع النبي محمد ان الذي بالقول ارسل بالهدى بعد ابن مريم من قريش مهتدي
قال : فخرجت مذعوراً
حتى جئت قومي فقصصت عليهم القصة واخبرتهم الخبر فخرجت في ثلاثمائة من قومي بني حارثة الى رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ، وهو بالمدينة فدخلت المسجد فلما رآني النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فرح بي وقال : يا عباس